تداول المشاركون في الدورة الأولى لملتقى جهة الشرق للصحافة الرقمية، أمس السبت ببركان، بشأن إسهام الصحافة الرقمية في خدمة التنمية الجهوية بجهة الشرق. وتنظم هذا الملتقى، الذي تتواصل فعالياته على مدى يومين، رابطة المواقع الإلكترونية ببركان، بشراكة مع المديرية الجهوية لوزارة الاتصال بجهة الشرق. وسعى المنظمون من خلال هذه التظاهرة، إلى الإسهام في تطوير العمل الصحافي بوصفه ركيزة أساسية في المسلسل التنموي على صعيد الجهة الشرقية، من خلال التداول بشأن الكيفية التي يمكن من خلالها للصحافة، لا سيما الرقمية، أن تخدم جهود التنمية بالجهة. وتوخى هذا اللقاء إثراء النقاش بشأن قضايا مرتبطة بتنزيل الدستور وتفعيله في مجال النهوض بحرية الصحافة، المؤسسة على مبادئ حرية الرأي والتعبير، والحق في الوصول إلى المعلومة بدون قيد أو رقابة في ظل احترام القوانين، وتعزيز الدور الإشعاعي للصحافة الرقمية، والترويج لمؤهلات الجهة السياحية والاقتصادية وترسيخها كمنطقة جذب استثمارية هامة. كما رام إعمال التفكير الجماعي بشأن قضايا متصلة بتعزيز ثقافة الحوار الهادف والنقد البناء، والنهوض بدور المرأة في الإعلام الرقمي، باعتبارها مكونا أساسيا لمنظومة الإعلام والتواصل. وقال الكاتب العام لوزارة الاتصال السيد محمد الغزالي، في كلمة خلال هذا الملتقى، إن كل إصلاح لمجال الإعلام يجب أن يجعل الصحافي والمقاولة الصحافية في صلب اهتمامه. وأضاف أن انخراط وزارة الاتصال في إصلاح هذه المنظومة يقوم على أسس تستهدف النهوض بإعلام مستقل ومتعدد ومتنوع، وتتمثل في الحرية المسؤولة والتعددية والاستقلالية والتنافسية، لا سيما في ما يتصل بشفافية الإشهار ومصادر التمويل. وأوضح السيد الغزالي أن محاور الإصلاح التي تقترحها الوزارة، تهم المحور القانوني، المتمثل في مشروع مدونة الصحافة الذي توخى معالجة إشكاليات من قبيل العقوبات الحبسية وعدم التنظيم الذاتي للمهنة، والمحور التكنولوجي الذي يعتبر تحديا وفرصة في الآن ذاته في ظل التطور المتزايد لتكنولوجيا الاتصال. كما تتمثل محاور هذا الإصلاح، بحسب المتحدث، في المحور الاقتصادي المتعلق بالنموذج الاقتصادي "الهش" للمقاولة الصحافية ووضعية الصحافي الاقتصادية، فضلا عن المحور الأخلاقي المرتبط بمجال أخلاقيات المهنة، وكذا المحور المؤسساتي الذي يتعلق بتعاطي المقاولة الصحافية مع الإدارة والقضاء ومع حاجياتها المؤسساتية. وذكر الكاتب العام لوزارة الاتصال بأن الوزارة اعتمدت منذ عام 2012 مقاربة تشاركية قوامها التفاعل مع كل الجمعيات المهنية والمتدخلين في القطاع من أجل إنجاز الإصلاح، مشيرا، في هذا الصدد، إلى اللقاء العام الذي شاركت فيه أكثر من 28 جمعية مهنية والعديد من الفاعلين في المجال والذي أثمر صياغة كتاب أبيض وتوصيات تضمنها مشروع مدونة الصحافة. وقال إنه تم في هذه المدونة، على الخصوص، سحب كل العقوبات السالبة للحرية والاعتراف بالصحافة الالكترونية بشكل رسمي والتنصيص على حماية المصدر الصحافي. وفي سياق متصل، لفت الغزالي إلى أن عقد البرنامج 2015-2018 نص على دعم الصحافة الإلكترونية، مشيرا إلى أن موقعين إلكترونيين استفادا من هذا الدعم في سنة 2015. ويتداول المشاركون في ملتقى جهة الشرق للصحافة بشأن عدد من المحاور، من قبيل الضوابط المهنية والقانونية في ممارسة الصحافة الإلكترونية، ومبدأ الحق في الوصول إلى المعلومة، والتكوين المستمر وتقوية الكفاءات الإعلامية، والقوانين المنظمة للصحافة الرقمية.