ناقش لقاء نظم أمس الخميس بالدار البيضاء حول موضوع "النموذج الاقتصادي للصحافة الالكترونية" التحديات الاقتصادية والتكنولوجية التي تواجهها الصحافة الالكترونية، وكذا تلك المرتبطة بتطوير المحتوى وأخلاقيات المهنة. كما تطرق المتدخلون خلال هذا اللقاء الذي نظمته المدرسة العليا للتجارة وإدارة المقاولات، للإكراهات والتحديات التي يواجهها الفاعلون الجدد في مجال صناعة الصحافة ، والاستراتيجيات المعتمدة لمواجهة هذه التحديات. وقال رئيس ديوان وزير الاتصال سعد الوديي، إن هذا القطاع يواجه رهان استكمال عملية تطوير البيئة القانونية المؤطرة لعمله، وكذا تأهيل شركات "الويب" المشرفة على المواقع الإلكترونية الإخبارية، وتطوير نظام الإشهار، والنهوض بالموارد البشرية العاملة بالقطاع. ويرى أن مستقبل الصحافة عموما "يكمن في الصحافة الإلكترونية"، موضحا أن الصحافة الرقمية تساهم في الرفع من المقروئية. وأضاف أن بعض المواقع الإخبارية تتوفر على معدل يومي للقراء يفوق النصف مليون، ويتفوق بعضها على مواقع عالمية كبرى في الشق المتعلق بنسب المتابعة. ويتوفر المغرب على أزيد من 500 موقع إلكتروني إخباري تساهم في فتح فضاءات للحوار والمشاركة في قضايا الشأن العام، إضافة إلى توسيع مجال الحق في الوصول إلى المعلومة. وشدد على أن النهوض بالقطاع يشكل أولوية بالنسبة لوزارة الاتصال، مشيرا الى أنها نظمت يوما دراسيا في مارس 2012 شارك فيه 500 شخص من 250 موقعا إلكترونيا إخباريا. وأضاف أن الوزارة عينت لجنة علمية من المختصين عملت على تطوير وبلورة خلاصات اللقاء المذكور في كتاب أبيض من أجل النهوض بالصحافة الرقمية، فضلا عن إعداد مشروع إطار قانوني ضمن مدونة الصحافة والنشر ينص على تحقيق الاعتراف القانوني الكامل بالصحافة الإلكترونية. وذكر الوديي بإيداع 113 تصريحا لدى وزارة الاتصال تتعلق بإحداث مواقع إلكترونية إخبارية سنة 2014 مقابل 5 فقط سنة 2013 ، وكذا تسليم بطاقة الصحافة المهنية ل 46 صحفي بقطاع الصحافة الإلكترونية في 2014. من جهته أبرز الباحث في المدرسة العليا للتجارة وإدارة المقاولات محمد بن عابد أن التحولات العميقة التي يشهدها سوق الصحافة بسبب الثورة الرقمية أثرت على عملية استهلاك الأخبار والمعلومات ونشرها، وطرحت أسئلة تهم النموذج الاقتصادي لمقاولات الصحافة الإلكترونية، مؤكدا أن المقاولات المشتغلة في مجال الصحافة الرقمية تواجه مشاكل هيكلية متعددة. وعرض بن عابد للإكراهات والتحديات التي يواجهها الفاعلون الجدد في مجال صناعة الصحافة، والاستراتيجيات المعتمدة لمواجهة هذه التحديات، قائلا إن فهم هذه التحولات والأسئلة تكتسي أهمية بالغة ما دام أن العديد من المقاولات المشتغلة في مجال الصحافة الرقمية تواجه مشاكل هيكلية متعددة.