نظمت وزارة الاتصال يوم الخميس 4 أبريل 2013 بالرباط حفل تقديم الكتاب الأبيض لتأهيل الصحافة الإلكترونية. تميز اللقاء بكلمة السيد مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الذي أبرز خلالها الدور الحيوي الذي أصبحت تضطلع به الصحافة الإلكترونية ببلادنا، مؤكداعلى المسار الذي رسمته اللجنة المكلفة بإعداد الإطار القانوني للصحافة الإلكترونية وإعداد الكتب الأبيض لتأهيل هذا القطاع. وأبرز السيد الوزير حجم التحديات المطروحة والتوصيات المنبثقة عن الكتاب الأبيض والذي سيشكل أرضية لتأسيس استرلاتيجية وطنية للنهوض بالقطاع. كما ذكر السيد الوزير بمسار الإصلاجات والأوراش المرتبطة بالنهوض بقطاع الصحافة المكتوبة الورقية منها والإلكترونية، لاسيما مع انتهاء اللجنة العلمية من مدارسة مختلف القوانمين المرتبطة بمدونة الصحافة والنشر. وتم تقديم عرض من طرف منسق لجنة إعداد الإطار القانوني والكتاب الأبيض لتأهيل الصحافة الإلكترونية المغربي السيد عبد الوهاب الرامي والذي تطرق فيه لمسار عمل اللجنة والمقاربة التشاركية الموسعة التي تبنتها ومنهج الاشتغال، كما استعرض التوصيات المرتبطة بالتحديات التكنولوجية والاقتصادية وتحديات المحتوى وأخلاقيات المهنة. ورقة تقديمية للكتاب الأبيض لتأهيل الصحافة الإلكترونية المغربية: لم تعد هناك حاجة للتدليل على أهمية الصحافة الإلكترونية في حياة المواطنين المغاربة، وخاصة الفئات الشابة منهم. وتفيد إحصائيات صدرت مؤخرا بخصوص استعمال المغاربة للإنترنت، أن هذه الوسيلة توظف بدرجة أولى من أجل التواصل عبر البريد الإلكتروني بنسبة 66 %، وفي موقع ثان قريب جدا من الأول تستخدم من أجل الإخبار (الإعلام) بنسبة 62 %، ثم بعد ذلك تستعمل لأغراض مهنية (45 %)، وللتواصل مع الأقارب (40 %)، والشراء والتسوق عبر الشبكة العنكبوتية (7 %). كما أنه بالنسبة للشبكات الاجتماعية التي تحتل المرتبة الأولى من حيث الاستعمال، فإن الدافع الأول المعبر عنه للولوج إليها يظل هو الرغبة في الاطلاع على الأخبار. وقد عرفت الصحف الإلكترونية بالمغرب ارتفاعا هاما خلال العقد الأخير، حيث ناهز عددها 500 موقع سنة 2012، وهو ما يجعل نفاذ الإعلام الرقمي قويا جدا، مع الإشارة إلى تزامن ذلك مع نقل عدد من ممارسي الصحافة المكتوبة تجاربهم إلى الشبكة العنكبوتية. كل ذلك عزز من حضور الصحافة الإلكترونية في تنشيط الحياة السياسية والمجتمعية بالمغرب، مع تنامي دورها في تجسيد السلطة الرابعة في الديمقراطية المغربية. وإلى جانب أشكال النشر الرقمي الأخرى، تعد الصحافة الإلكترونية إحدى البوابات الأساسية التي يتأسس عليها مجتمع المعلومات والمعرفة، إلا أنها تثير في الوقت نفسه جملة من الأسئلة، إن لم نقل الانشغالات والمخاوف، المهنية والأخلاقية، والتي تقترن حتما بالأدوار الجديدة التي يجب أن تنهض بها هذه الوسيلة ذات العلاقة بالتكنولوجيات الحديثة للإعلام والتواصل، خدمة للذات والمجتمع والحضارة. وتواجه الصحافة الإلكترونية المغربية عدة تحدّيات، ابتداء من فوضى المصطلح التي تطبعها، إذ ما يزال الجدل اليوم قائما حول المفاهيم المؤسّسة للحقل كتلك التي ترتبط بماهية الصحافة الإلكترونية، وتعريف الصحفي المهني الممارس في الحقل، و"خدمة الصحافة الإلكترونية"، إلخ. يضاف إلى ذلك تحديات البيئة التكنولوجية وتأهيل القطاع والنموذج الاقتصادي، وتحديات المضمون الرقمي، وكذا تحديات أخلاقيات المهنة. ومن المشاكل التي تم تصنيفها في دراسة ميدانية أنجزت حول واقع الصحافة الإلكترونية المغربية ما يلي (بالترتيب حسب الأهمية): صعوبة الحصول على الخبر أو المعلومة، ضعف الموارد المالية والبشرية في مجال الصحافة الإلكترونية، غياب قانون منظم لمهنة الصحفي الإلكتروني وللمقاولة الإعلامية الرقمية، ضعف التكوين الأكاديمي وقلة الدورات التكوينية والتأهيلية، عدم وجود البطاقة المهنية، الإكراهات التقنية المادية المعلوماتية، كثرة ساعات العمل، الضغط التي تمارسه السلطات على الصحفي أثناء ممارسة عمله، مشاكل تتعلق بالخط التحريري والأهداف المرجعية للصحيفة الإلكترونية، صعوبة حماية حقوق الملكية الفكرية للمقال في المجال الإلكتروني، غياب الوعي في مجال الإعلام الإلكتروني. وتمثل هذه المشاكل المعبر عنها من طرف المهنة، في حد ذاتها مداخل لرفع التحديات القائمة وتأهيل الحقل, يأتي الكتاب الأبيض لتأهيل الصحافة الإلكترونية هذا ضمن مسار من الأنشطة، ومحطات تشاور مرتبطة بموضوع الصحافة الإلكترونية، ابتدأ من اليوم الدراسي المنعقد في 10 مارس 2012 الذي شهد مشاركة مكثفة للممارسين، وتشكلت ضمنه ورشات لتدارس القضايا المرتبطة بالصحافة الإلكترونية المغربية تناولت أساسا القضايا القانونية، والنموذج الاقتصادي والكفاءات والتقنيات الخاصة بالصحافة الالكترونية، وأخلاقيات المهنة والملكية الفكرية. وخلصت هذه الورشات إلى توصيات تم الاستئناس بها في مادة هذه الوثيقة. كما تأتي خلاصات هذا العمل ضمن مسار لجنة إعداد الكتاب الأبيض الذي استمر لأشهر، وفي إطار الاستشارة الموسعة التي تمت مع الفاعلين والمعنيين بقطاع الصحافة الإلكترونية ببلادنا. ويتوزع هذا الكتاب إلى جزأين أساسيين أولهما يتعلق بجانب التحديات، والثاني مخصص للتوصيات، ويعالج جزء التحديات المنتظمة في خمسة محاور، الإشكالات التي تواجهها اليوم الصحافة الإلكترونية المغربية، وهي أساسا: 1. التحدي التكنولوجي؛ 2. التحدي الاقتصادي؛ 3. تحدي تطوير المحتوى؛ 4. تحدي دعم أخلاقيات المهنة؛ 5. تحدي التكوين. فيما يسعى الكتاب الأبيض هذا، في جزئه الثاني، عبر التوصيات المبوّبة التي يقدمها والمستمدة من خلاصات الحوار والنقاش الموسع، الممتد لأزيد من سنة، حول واقع وآفاق الصحافة الإلكترونية المغربية، وارتباطا بالتحديات المطروحة، إلى أن يشكل أرضية وطنية اقتراحية شاملة يشارك من خلالها كل المتدخلين لتأهيل الحقل والنهوض به. عرض حول الكتاب الأبيض لتأهيل الصحافة الإلكترونية المغربية