انطلقت اليوم الجمعة بمدينة صفاقس (270 كلم عن العاصمة التونسية) فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الحكاية بمشاركة مغربية ، وذلك في مسعى من المنظمين لإعادة الاعتبار لهذا المحكي الشعبي، الذي شكل أفق أجيال عديدة إلى الفن والحياة. ويراهن هذا المهرجان، الذي يستقطب عددا من المشاركين من بلدان عربية وأجنبية من بينهم الشاعرة منى وفيق من المغرب ، على إعادة الاعتبار للحكاية والحكواتيين ، لدورهم الهام في إمتاع الناس وتجويد أذواقهم ونقل تجارب المجتمع ومعارفه وقيمه عبر الأجيال. وفي تقديمهم لبرنامج المهرجان ، الذي من المقرر أن تتواصل فقراته إلى غاية 17 أبريل الجاري، اعتبر المنظمون أن " الحكاية ميراث الأجداد، وهي سجل فكرهم وحكمتهم، وفيها لغتهم وعقائدهم وعاداتهم وتقاليدهم، وهي ضرب من الفن رفيع ينهض به حكواتيون فنانون قادرون على شد مستمعيهم وجذبهم إلى داخل الحكاية وأداء أدوار فيها، ملتحمين مع أبطالها وأحداثها، وكأنها جزء من حياتهم". والحكاية ، في نظرهم، أيضا " بسيطة وتلقائية ، عميقة ومركبة، هي الحياة كما كانت وكما هي وكما نحلم أن تكون، إنها السؤال والجواب، والخطأ والصواب، ثم إنها التاريخ والهوية، الجد والهزل، الرأي والفكر، إنها التواصل والتلاقي، هي الإنسان في كل زمان ومكان". لذلك يراهن هذا المهرجان على إمتاع الطفل وإسعاده بسرد حكايات له تجمع المتعة بالمعرفة والحكمة بالخيال، وتنمية خيال الطفل، وقدراته المعرفية واللغوية، وقدرات الاتصال والحديث لديه ، وذلك عن طريق سرد الحكاية وقراءة القصة من طرف الحكواتي للطفل، علاوة على تنمية الميول القرائية للطفل. ومن أجل تحقيق هذا المبتغى ، أفرد المنظمون برنامجا غنيا ومتنوعا يتضمن ، بالإضافة إلى رحلات تخييلية ممتعة في سموات الحكاية والسرد المجنح، معرضا يضم رواقا للكتب والمنشورات حول الحكاية ، وورشات تدريب تهم أصول وتقنيات الحكي ، يؤطرها حكواتيون محترفون ، ويستفيد منها شباب مولعون بهذا التخييل الشعبي الجميل.