إشارة صغيرة من الرجل الثاني خلف الستار ، كانت كافية جدا ليقوم فيصل العرايشي المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ،بإقالة السيد إدريس الحيان مدير قناة السادسة للقرآن الكريم وإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، الذي صنع مجد هاذين المؤسستين الاعلاميتين ، الأكثر مشاهدة ومتابعة في المغرب بين كل القنوات والاذاعات الخاصة والعامة. و جاء قرار الاقالة مباشرة بعد أن اتهم الأمين العام لحزب الاصالة و المعاصرة إلياس العماري خلال لقاء مفتوح مع طلبة المعهد العالي للصحافة والاعلام بالدارالبيضاء، قناة السادسة وإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، بنشر التطرف الديني وسط المغاربة تدريجيا، وترويجهما للفكر المتشدد، و هي التصريحات التي سرعان ما قوبلت بالترحاب من لدن فيصل العرائيشي الذي أصدر قرار الاقالة و لم يتأخر كثيرا .
و لأن " مول النية كيربح " فقد تقريرا أمريكيا استخباراتيا أشاد بالدور الكبير ة الفعال الذي لعبته قناة السادسة وإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم ، في نشر الإسلام الوسطي المنفتح مدللا على ذلك بتفصيل شبكة برامجها وسيرة فقهائها وضيوفها.
السؤال المطروح هنا ، هو ما موقف السيد وزير الاتصال من إقالة هذا المسؤول العمومي الناجح؟ و هل هنالك من أسباب مقنعة للمجازفة بإقالة مسؤول ناحج و تحتل مؤسستيه الاعلاميتين الرتب الأولى من حيث المشاهدة و التتبع ؟