كاد الإهمال الذي يتعرض له بعض المرضى داخل المستشفى الإقليمي بمدينة ابن سليمان أن يؤدي إلى وفاة ثلاث نساء حوامل، بعد أن تم رفض إخضاعهن لعمليات جراحية قيصرية مستعجلة. وعلم أن سيدتين اضطرتا إلى الإنجاب داخل سيارة الإسعاف، بعد أن رفض المستشفى استقبالهما بسبب وجود بعض الأعطاب التي تحول دون استقبالهما. وكشفت مصادر أن قاعة العمليات تتوفر على آليات حديثة وسليمة، وأن صراعات بين بعض الأطر أدت إلى إغلاق قاعة العمليات، خصوصا بعد أن كادت سيدة تموت داخلها. وقال زوج إحدى النساء الحوامل إن إحدى الممرضات زعمت أن قاعة العمليات معطلة، وأنه تمت إحالة زوجته التي كانت بين الحياة والموت على مستشفى السويسي بالرباط، وأنه تدبر مصاريف نقلها على متن سيارة إسعاف إلى مدينة الرباط، لكن المسؤولين بالمستشفى رفضوا استقبالها بحجة أن المستشفى لا يستقبل مرضى من خارج جهة الرباط. مما جعله ينقلها إلى مدينة المحمدية، وإحالتها على مستشفى مولاي عبد الله، حيث لقيت نفس الرفض دون مراعاة لحالتها المتدهورة، موضحا أنه أرغم على نقلها إلى مصحة خاصة، حيث خضعت لعملية جراحية دقيقة، وأنجبت مولودا ذكرا، مقابل مبلغ 8300 درهم. وهو المبلغ الذي ساهم في تدبيره مجموعة من المحسنين، بحكم أن الزوج فقير وعاطل حاليا. ويذكر أن المستشفى الإقليمي يعيش على إيقاع صراعات داخلية بلغت حد تبادل التهم. وأنه تم تسجل العديد من الغيابات بعلة ندرة وسائل العمل وقاعات الفحص، وأن المرضى يعانون، سواء عند الفحص العادي أو من طرف الأطباء الأخصائيين وكذا داخل قسم المستعجلات. ويقوم عمال الحراسة الخاصة بأدوار مزدوجة بين الحراسة واستقبال المرضى، كما أن المستشفى الذي بني حديثا من طرف الشركات في إطار اتفاقية بين المغرب والصين يعرف تدهورا كبيرا على مستوى قنوات الصرف الصحي. كما تعرف مجموعة من أجهزته الطبية الجديدة أعطابا أثارت الكثير من استفسارات المرضى والعاملين في القطاع. ويذكر أن العديد من سكان ابن سليمان أبدوا استياءهم بسبب واقع الوضع الصحي بالمدينة، وطالب العديد منهم، في تصريحات بضرورة تدخل وزير العدل وكل الجهات المسؤولة من أجل الحد من الاختلالات التي تتسبب في معاناة المرضى وعائلاتهم وهو ما تفرضه طبيعة القطاع الحساس بسبب ارتباطه بالصحة العمومية والحاجة الماسة للعلاج.