كادت سيدة حامل أن تلقى حتفها فجر الأحد المنصرم داخل جناح الولادة بمستشفى ابن سليمان، بعد أن تعرضت لنزيف حاد في غياب الأطر الطبية المتخصصة والأجهزة اللازمة. وأفادت مصادر أن المرأة الحامل، التي كانت في شهرها الثالث، تعرضت، في حدود الساعة الثانية فجرا، لنزيف مفاجئ داخل منزلها بالحي المحمدي، مما جعل زوجها الفقير يسارع إلى نقلها إلى المستشفى الوحيد بالمدينة. لكنه فوجئ بعدم وجود أي طبيب متخصص، كما أن الممرضة التي عاينت الزوجة، طالبته بنقلها على وجه السرعة إلى مستشفى ابن سينا بالرباط. الأغرب من هذا، حسب تصريح الزوج، أنه لم يجد سيارة إسعاف لنقل زوجته، وأن الممرضة قالت له إن المستشفى يتوفر على سيارتي إسعاف، واحدة خرجت منذ ساعة في مهمة طبية، والثانية مركونة في المستشفى والسائق في عطلة. مما جعله ينقل زوجته على متن سيارة عادية إلى مصحة خاصة بمدينة المحمدية، حيث نجت بأعجوبة من موت محقق بعد أن أغمي عليها وهي في الطريق إلى المصحة من جراء النزيف الحاد. الغريب في أمر هذا المستشفى، حسب ما صرحت به بعض الأطر الطبية، أن جناح الولادة يضم طبيبين فقط، يعملان به نهارا، فيما يبقى بدون أطباء ليلا. وكشف بعضهم أن أحد الطبيبين يوجد في عطلة إلى يوم سابع ماي، وأن الطبيب الثاني يعمل بالتوقيت العادي للموظفين. بينما تتكفل المولدات باستقبال الحوامل ليلا، وهو ما يدفعهن إلى إحالة الحالات في وضعية حرجة على مصحات خارج الإقليم. وأكدت مصادرنا أن غرفة العمليات الجراحية لا تتوفر على جهاز ترقيم التركيبة الدموية، والذي بدونه لا يمكن إجراء العمليات الجراحية، مما يجعل أطباء التوليد والجراحة، يتفادون إجراء بعض العمليات. ويذكر أن قطاع الصحة بالإقليم يعرف تدهورا كبيرا بسبب قلة الموارد البشرية والأدوية والتجهيزات اللازمة، رغم أن المستشفى حديث البناء والتجهيزات، لكنه يعاني من إشكالية الصرف الصحي والتسربات المطرية. كما أن مندوبية الصحة تعرف فراغا كبيرا، في ظل غياب مندوب للصحة. فالمندوبية تدار بالنيابة منذ أكثر من سنة، حيث يشرف على تسييرها مدير المستشفى، وهو ما يجعل الإدارة داخل المندوبية أو داخل المستشفى تعرف خللا واضحا. وسبق لأعضاء المجلس الإقليمي أن طالبوا خلال إحدى دورات المجلس بالتحقيق في وضع قطاع الصحة بالإقليم وطالبوا بالإسراع بتعيين مندوب. كما طالب السكان بالكف عن التعيينات التي تخضع للمحسوبية والزبونية على حساب الكفاءة والخبرة، والكف عن تعيين مناديب على مشارف التقاعد كما سبق أن حدث في عهد المندوبين السابقين. يذكر أن مستشفى ابن سليمان أنجز حديثا إلى جانب ستة مستشفيات متعددة التخصصات في المغرب، وخصصت له مساحة ثلاثة هكتارات في ضواحي المدينة. وأنجز من طرف شركة صينية اشترطت يدا عاملة صينية، ورفضت تشغيل الطاقات الشابة المحلية في البناء، على أساس إتمام المشروع في فترة زادت عن السنة وهي المدة القانونية التي وعد بها وزير الصحة السابق وممثل «كوبلانات» الصينية. لكن ما وقع هو أن عمال الشركة الصينية غادروا المستشفى دون أدنى مراقبة من طرف الجهات المعنية بدفتر التحملات، وظلت بناية المستشفى مغلقة لأزيد من ثلاث سنوات، قبل أن تفتح في وجه المرضى قبل عامين. كما ظلت مجموعة من الأجهزة الطبية داخل مخزن تابع لمندوبية التعليم، قبل أن يتم حملها إلى المستشفى الجديد، لتترك عرضة للرطوبة والصدأ.