يعد الجمهور عصب ملاعب كرة القدم، وأهم عنصر في منظومة نجاح اللعبة، ولكن تظل هناك بعض السلبيات التي بدأت تطل برأسها على مجتمعات كرة القدم وبالأخص العربية، مثل انتشار التعصب، الذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى عواقب وخيمة. ومن أبرز العوامل التي ساعدت على التعصب في المدرجات، سواء في الملاعب العالمية، أو العربية، هي المجموعات التشجيعية المسماة بالألتراس، والتي لديها إيجابيات من ناحية الشكل الجمالي والحماس الكبير في التشجيع، ولكن تبقى سلبياتها تطغى على الشكل النهائي لتلك المجموعات، ما جعلنا نقترب أكثر من مفاهيم ومعتقدات هذه الجماعات: 1- معنى الألتراس هي كلمة لاتينية تعني في الإنجليزية ما بعد الطبيعي، وتعني بالنسبة لأفراد المجموعات التشجيع الفائق للحد للنادي الذي ينتمون إليه، والإبداع المستمر داخل المدرج (بيت الألتراس) في التشجيع، سواء في صورة هتافات أو أغاني أو دخلات في المباريات التي يخوضها الفريق ضد منافسه. 2- تاريخ الألتراس تاريخ ظاهرة الألتراس، بدأت في البرازيل في أواخر أربعينيات القرن العشرين، وانتقلت الفكرة لأوروبا، خاصة إيطاليا التي شهدت فيها الحركة تطوراً وتأثيراً كبيراً في السبعينيات، ثم بعد ذلك انتقلت إلى الدول الاوروبية الأخرى القريبة جغرافياً من إيطاليا، ومن أوروبا أتت الفكرة إلى دول الشمال الافريقي في منتصف تسعينيات القرن الماضي، قبل أن تصل إلى مصر والعديد من الدول العربية بداية من 2007. 3- الابتعاد عن التشجيع التقليدي الألتراس يتكون في الغالب من مجموعة شبابية يتراوح متوسط أعمار أفرادها ما بين 15-20 عاماً عمادها الأساسي هو التمرد، التمرد على أنماط التشجيع التقليدية، فالتشجيع بالنسبة لهم ليس مجرد حب النادي أو متابعة مبارياته من أمام شاشات التلفزيون، أو الارتباط بروابط المشجعين التي كانت سائدة قبل ظهورهم، وكانت مرتبطة بمجالس إدارات الأندية، في المقابل فإن عقلية الألتراس، تقوم على الاستقلال عن قيود مجالس إدارات الأندية، والإبداعين الصوتي والبصري في المدرج، والترحال وراء النادي في كل مباراة له حتى لو كانت خارج حدود الدولة. 4- التشجيع بغض النظر عن النتيجة من أساسيات الألتراس عدم التوقف عن التشجيع والغناء طوال التسعين دقيقة من عمر المباراة أياً كانت النتيجة، ولمجموعات الألتراس أسلوب متفرد في التشجيع يتشكل حسب شخصية النادي وثقافة البلد الأم ففي الأرجنتينوالبرازيل ينتشر استخدام أعداد كبيرة من الطبول وآلات الإيقاع التي تعزف ألحاناً أقرب إلي أغاني السامبا التي تشتهر بها أمريكا اللاتينية، أما في أوروبا فتعتمد مجموعات الألتراس علي الأداء القوي للأغاني والأهازيج تتخلله حركات مميزة لإرهاب الخصوم. 5- الكابو يقود التشجيع عادة قائد "الكابو" والذي يكون مسئولاً عن اختيار الأغاني والهتافات وتوقيتها وحركات الأيدي والتشكيلات وعادة ما يخصص بالإستادات مكان مرتفع للكابو ليتمكن المشجعون من متابعته والالتزام بتعليماته أثناء سير المباراة. 6- لا يشاهدون المباراة عدم الجلوس نهائياً أثناء المباريات من أهم ظواهر مجموعات الألتراس التي تحضر مباريات فريقها لهدف واحد فقط، التشجيع والمؤازرة المتواصلة حتى صافرة نهاية المباراة، إذ لا يذهبون من أجل متعة الفرجة والمتابعة اللذين يعدونهما من أفعال المشجعين العاديين غير المنتمين للألتراس، وفي الغالب يقضي أفراد المجموعة أغلب أوقات المباراة ظهورهم للملعب منهمكين في التشجيع والغناء. 7- الولاء للقائد يظل الولاء قائم للمجموعة المكونة وعدم الانضمام لأخرى، حتى لو تقوم بتشجيع نفس النادي، الجماعات المتطرفة عادة ما يكون لها ممثل الذي يتولى الاتصال مع أصحاب الأندية على أساس منتظم بشأن التذاكر، لتخصيص مقاعد أماكن التخزين للأعلام وأدوات التشجيع. 8- مجموعة من البلطجية "الهوليغانز" تتسم تصرفات مجموعات الألتراس بالبلطجة، وما أطلق عليه "الهوليغانز" في أوروبا، وعانت منه بريطانيا، كثيراً قبل أن تقضي على هذه الجماعات المتطرفة، إذ تتطور تصرفات المشجعين إلى التطرف والعدائية، ما يخلق المشكلات دائماً. 9- سهولة الانضمام تتسم مجموعات الألتراس بالمرونة بسهولة الانضمام للمجموعة، فليس هناك شروط معينة تفرض على الفرد الذي يريد الانضمام للمجموعة، فيكفي شرط حب النادي والرغبة في مساعدته لتكون عضواً، أيضاً المرونة تأتي من قدرة أي عضو على المساهمة في أنشطة المجموعة إذا كانت لديه القدرة والموهبة، فيكفي أن ترسل رسالة لبريد إلكتروني معين بهتاف أو أغنية قمت بتأليفها أو فكرة دخلة، وإذا كانت الفكرة ملائمة فليس هناك ما يمنع تنفيذها. 10- خلط السياسة بالرياضة رغم أن مجموعات الألتراس تؤكد باستمرار أنها مجموعات رياضية، خلقت من أجل التشجيع والهتاف في المدرج فقط وأنه لا علاقة لهم بالسياسة، فالمجموعة ليس لها أي توجه سياسي اللهم إلا العداء المستحكم للشرطة، إلا أن هذا الإدراك لا ينفي اعتراف المجموعات بحرية أفرادها في اعتناق ما يرونه من أفكار وعقائد سياسية كل حسب قناعاته الشخصية، بشرط ألا تكون هذه الافكار حاضرة في أنشطة المجموعة داخل المدرج أو التحضير لها خارج الإستاد.