يوم الأحد بالنسبة للخنيفريين كان يوما ليس كالأيام فهو يوم معركة والتفاف بكل المقاييس وتجلى الفرق بين جمهورين : جمهور انطلت عليه حيلة الالتفاف بشكل علني وجمهور ساند فريقه بروح رياضية وجمهور كان نصيبه من رحلة التشجيع مشقة الطريق وجمهور خرج للميدان لإشعال الشمعة الثالثة لانطلاق حركة 20 فبراير في مسيرة شعبية وسط خنيفرة . وفي أكبر تنقل للجماهير الخنيفرية نحو مدينة تادلة "أو ترحيل للجماهير بمباركة مخزنية" جمهور كان همه مساندة فريقه ومخزن كان همه توفير كل التسهيلات بخنيفرة حتى يتم استغلال ما من شأنه التقليل من زخم حراك كان يستعد لإحياء ذكرى 20 فبراير، في قراءة مبكرة وازتها أنشطة مدرسية ترفيهية تجندت في يوم واحد ولهدف واحد وفي ساحات مختلفة . يوم الأحد 23 فبراير 2014 سيبقى يوم للذكرى ففي الصباح خرج المشجعون في اتجاه تادلة في طقوسهم وهتافاتهم الخاصة وترتيبات أمنية مرافقة وبراجات تفتيش ، كما خرج قبلهم هواة الرحلة المدرسية مبكرا، وفي المساء خرجت جماهير أخرى صدحت حناجرها بالشعارات المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة الفعلية والمعتقل والشهيد رمزا القضية ، ولم تسلم هي الأخرى من استعداد أمني مرافق تحسبا لكل الاحتمالات . حوالي 2600 متفرج قصد مدينة تادلة لمتابعة مباراة الفريق الخنيفري ونظيره التادلاوي الدورة 18 من بطولة القسم الوطني الثاني، الفريق الخنيفري قام بمقابلة جيدة، الجمعيات التي تنشط في المجال الرياضي بذلت قصارى جهدها لتأطير المشجعين حتى تمر المباراة في أجواء رياضية، لكن السلطات في تادلة كان لها قراءتها و طريقتها الأمنية الخاصة بهذه المناسبة فحسب ناشط بإحدى الجمعيات تم "طرد جمهور يقدر ب 300 شخص وإرجاعهم إلى خنيفرة وحرمانهم من الدخول وبالخصوص مجموعة من أفراد "الالتراس ريفولتي" برئاسة "الكابو سعيد" كانوا على متن شاحنة وأربعة سيارات رونو سطافيط". كما أكدت مصادر أخرى عودة مشجعين آخرين. انتهى اللقاء بالتعادل وبعدها تم تطويق الجمهور الخنيفري في حراسة أمنية مشددة ومرافقته بطريق خاص على متن وسائل رحلته حتى الطريق الرئيسية. كل الحسابات الأمنية كانت مغلفة بكون المقابلة ستعرف أحداث شغب لصيقة بالمشجعين وخاصة بعض المشجعين من تادلة، ورغم الإنزال الأمني المكثف وبكل الألوان حجر طائش يصيب حافلة لاعبي فريق شباب خنيفرة ويكسر زجاجها الأمامي. وبخصوص مقابلة الكرة المعنية فالاستعدادات التي سبقتها كانت بداية باجتماع لعامل الإقليم بعناصر من المشجعين الالتراس المعروفين بمساندة الفريق حيث أعربوا على نواياهم التشجيعية والرياضية بعيدا عن الشغب، الجمعيات الرياضية تحملت كالعادة مسؤولية المساعدة في التنظيم من منطلق دعم الفريق نظرا لأهمية الجمهور والتشجيع. التسهيلات كانت حين الخروج من خنيفرة لكن كل الحسابات تغيرت بمدينة تادلة حيث منع عدد كبير من الجمهور من دخول الملعب ومنع أفراد من الالتراس الأساسيين في التشجيع، ولم يتم التنسيق مع بعض الجمعيات الرياضية وانتهى الأمر بأحداث شغب وجمهور عريض لم يكن نصيبه من رحلة التشجيع غير الطريق. كان ملخص قراءة في حدث عاشه جمهور يستحق كل الاحترام والتقدير.