في قرار مفاجئ، استقال إبراهيم أوعابا من رئاسة نادي شباب أطلس خنيفرة لكرة القدم احتجاجا على ما وصفه ب «سلوك بعض المشجعين الذين وجهوا إليه الشتائم والحركات اللاأخلاقية»، أثناء وبعد أطوار مباراة دربي الأطلس المتوسط الذي جمع بين الفريق المحلي ونادي شباب مريرت، يوم السبت 15 دجنبر 2012، وانتهى بفوز الفريق الثاني بهدفين مقابل هدف واحد لصاحب الميدان شباب أطلس خنيفرة الذي كان أمله في هذه المباراة تجاوز هزيمته أمام إتحاد تاونات، ما خرج بالجمهور عن سيطرة ضبط النفس من خلال إلقاء بعض العناصر منه للحجارة والقارورات في جو هستيري ابتدأت فصوله بمشاجرات ومناوشات بين جمهور الفريقين. الوضع كان كافيا أن يستدعي من القوات الأمنية إنزالا مكثفا وانتشارا واسعا على مستوى الملعب ومحيطه تحسبا لأي طارئ، ولم يكن متوقعا أن يفقد المئات من الجمهور، ممن كانوا خارج الملعب، أعصابهم، قبل إقدام بعض العناصر على تكسير باب الملعب، ودخول الجميع رغما عن أنف المنظمين، لتحدث مواجهة مع أفراد من القوات العمومية، ما رفع من وتيرة الفوضى التي عمت المكان، وفي تراشق بالحجارة أصيب لاعب ومشجع بجروح، بينما تهشم زجاج حافلة الفريق الضيف ومبان مجاورة بصورة لم يألفها أنصار ومحبو فريقهم الزياني، ما خلف ردود فعل سلبية لدى الجمهور الخنيفري والأوساط الرياضية. رئيس فريق شباب أطلس خنيفرة الذي لم يسلم من هجومات البعض ممن وصفهم ب «العناصر المحسوبة على جمهور الفريق»، اختار قرار تقديم استقالته، رغم العديد من المحاولات التي سعت إلى ثنيه عن هذا القرار، وفي هذا الإطار دعت «جمعية حمراء بيضاء لأنصار ومحبي نادي شباب أطلس خنيفرة»، إلى اجتماع طارئ احتضنته دار الشباب الحي الحسني بخنيفرة، تدارس من خلاله المجتمعون «وضعية الفريق، وكذا تداعيات استقالة رئيس النادي»، حسب تقرير عن الاجتماع الذي كان من بين حضوره ممثلون عن «الترا الثورية» التي «سجل عنها إبداعها لأشكال تعبيرية وتشجيعية على مدرجات الملعب البلدي خلال الدربي» كما ورد في التقرير الذي حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه. وبعد كلمة رئيس «جمعية حمراء بيضاء»، ناقش الحاضرون عدة محاور انتهت بعدة خلاصات، من أبرزها أساسا «رفض استقالة رئيس الفريق ودعوة الجميع إلى الالتفاف حول الفريق، ورد الاعتبار لرئيس هذا الفريق ومساندته في ما لحقه من شتائم وسباب»، كما لم يفت بعض الحاضرين التعبير عن امتعاضهم حيال تخلف مجموعة من اللاعبين عن التداريب، خلال حصتي الثلاثاء والأربعاء 18 و 19 دجنبر الجاري، والمطالبة بدعم صفوف الفريق بلاعبين متمرسين وقادرين على تقديم الإضافة للفريق خلال فترة الانتقالات القادمة»، مع «ضرورة إعادة النظر في الجوانب التنظيمية خلال القادم من الدورات، وتجنب الاحتكاكات والانزالات الأمنية من باب تفادي الأجواء المشحونة والإبقاء على المباراة في إطارها الرياضي»، يضيف تقرير اجتماع المحبين والأنصار الذي زاد فاعتبر «التسرع في انتداب مدرب جديد للفريق، في وقت حساس ودقيق، قد ساهم في التأثير على مسيرة الفريق. المجتمعون دعوا الجمهور الرياضي إلى «الالتزام بالتروي والرزانة والهدوء وعدم الانفعال أو التأثر بالهزيمة»، مع «ضرورة العمل على تأطير و توجيه جماهير الفريق بما يخدم مصلحة النادي والرياضة بصفة عامة»، و«رد الاعتبار للفريق ولرئيسه، والاعتزاز بافتتاح مدرسة لتكوين الناشئين في كرة القدم، وكذا تكوين الفرق الصغرى التابعة للنادي لأجل ضمان مستقبل الفريق»، وكذا «الاعتزاز بما تحقق للفريق من بنى رياضية تحتية و تطوير لمداخيله وأدائه»، حسبما جاء في تقرير اجتماع الأنصار والمحبين. وعلمت «الاتحاد الاشتراكي» أن «جمعية حمراء بيضاء» تقدمت لباشا المدينة برسالة تطالبه فيها بالتدخل ل«رد الاعتبار لشخص الرئيس»، و«حثه على الاستمرار في المسؤولية رئيسا للفريق»، و«العمل على ضرورة دعم اللاعبين معنويا لتجاوز الوضعية الحالية حتى لا تتسبب في الفراغ»، على حد مضمون الرسالة الموجهة للباشا. بدوره، دخل المكتب المديري على الخط في عقده للقاء تدارس من خلاله تداعيات ما وصفه ب«الأحداث اللارياضية التي وقعت بملعب خنيفرة»، وب«السلوكيات المسيئة للرياضة بصفة عامة، كرة القدم بصفة خاصة»، و«أحداث الشغب التي وقعت»، يقول بلاغ المكتب المديري، ولم «تقف عند التكسير والتخريب، بل طالت رئيس فريق شباب أطلس خنيفرة لكرة القدم الذي كيلت له كل أصناف السب والقذف، وأحط الألفاظ المائعة والمخدشة لحياء وكرامة الإنسان»، وأمام ذلك عبر المكتب المديري عن «تنديده الشديد إزاء هذه التصرفات التي لا تخدم الرياضة في شيء»، معلنا عن تضامنه مع رئيس شباب أطلس خنيفرة لكرة القدم. وارتباطا بذات الموضوع، دعا المكتب المديري جميع المسؤولين والفاعلين إلى «بذل كل ما في وسعهم لحماية الرياضة بالإقليم والعمل على تنظيفها»، كما لم يفت ذات المكتب الرياضي مناشدة رئيس الفريق ب«العدول عن قرار استقالته والعودة إلى منصبه»، وفي هذا الصدد كشفت مصادر متطابقة عن اتفاق على تشكيل وفد لزيارة هذا الرئيس لإقناعة في هذا الشأن.