جددت حركة التوحيد والإصلاح الولاء والبيعة لزعيمها الروحي يوسف القرضاوي بمناسبة النصر التاريخي للشعب المصري، وليس غريبا أن يجدد التلاميذ البيعة والولاء للشيخ لكن العجيب هو أن تكون المناسبة بعيدة عن الطرفين. فكيف تحول القرضاوي من جامع للثروة إلى مرشد للثورة؟ فالقرضاوي يتقن جيدا ركوب الموجات لكن نزواته الصغيرة لم تترك له الفرصة ليكون زعيما محترما، فهو زعيم من الكارتون حيث استأسد على الآخرين بقناة الجزيرة القطرية التي يعبد دولتها الراعية ويحاول أن يظهر بمظهر الشيخ المجدد من خلال جمعية سماها الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الذي جمع فيه طلبة الدراسات الإسلامية والشريعة وبعض قيادات الحركات الإسلامية، والقرضاوي يريد أن يكون سلطانا وهو في أرذل العمر من خلال الجمع بين سلطتي الدين والإعلام وخدمة الديوان الأميري. كيف تحول القرضاوي إلى ثائر وهو الذي اعترف بجبنه وعلم الناس الجبن. يحكي الشيخ المتصابي أنه في سنة 1953 كان خارجا من جامعة الأزهر متأبطا بضعة كتب فأوقفه رجال الشرطة ساعة لمعرفة توجهاته فخرج وطلق جماعة الإخوان المسلمين إلى الأبد، ولو كان رجل مبدأ لفعل مثلما فعل سيد قطب الذي يفرض الاحترام رغم أنه صاحب غلو وتطرف وهو النقيض من القرضاوي حيث رفض كتابة رسالة استعطاف تنقذه من حبل المشنقة. القرضاوي الذي أخرج لعابه وهو يتحدث عن ثورة تونس ومصر هو الذي كان إلى حدود الأمس خديما مطيعا لا ينبس ببنت شفة حولهما، فقد كان يدخل ويخرج إلى مصر ويرى ما يراه لكن حفاظا على ثيابه كان يسكت ولا سكوت أهل المقابر، لقد رأينا الشيخ القرضاوي يصف الجنيرال بنعلي بالصنم الذي انهار ولم تمض سوى سنة على مديحه اللامتناهي في حق بنعلي أثناء الاحتفال بمئوية جامعة الزيتونة. ولا نعرف أين ستتجه بوصلة الشيخ، الذي لا يفرق بين الفتوى الشرعية والتأتأة وبرنامج الشريعة والحياة شاهد إثبات على تفاهة الفقيه، لا نعرف أين ستتجه بوصلته ونعتقد أنها لن تتجه صوب جنيرالات الأمن العسكري الجزائري الذين يغذقون بكثرة ولن ينتقم الشيخ لفتوته التي جرحتها خديجة بن قادة الفتاة الجزائرية التي طلقها حتى لا تنال نصيبها من الإرث لأن الشيخ ألف أن يجمع المال لا أن يوزعه. وإذا كان الشيخ الفارغ علما وفقها ألف ركوب موجات الثورات أملا في نصيب من الثروة الجديدة فإن اللبس يلف الزيارة التي قام بها عمر بنحماد، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، ومحمد بولوز المسؤول بالحركة ذاتها إلى الشيخ القرضاوي بمنفاه المخملي قرب الديوان الأميري لتهنئته بالانتصار التاريخي للشعب المصري. عرفنا سابقا أن حركة التوحيد والإصلاح بايعت عن طريق الريسوني وقيادات معتبرة القرضاوي إماما للأمة وفقيه العصر بلا منازع ولا يستشكل علينا المستلحقون بالحركة أن هؤلاء ذهبوا بصفاتهم الشخصية لأن القضية وما فيها هي تقاسم للأدوار لكن ما لا نعرفه هو ما الغرض من الرحلة لتقديم الولاء؟ هل يعتقدون أن القرضاوي سيصبح رمزا للثورة بعدما كان شيخا للثروة؟ هل ذهبوا لأخذ التعليمات من الزعيم الروحي؟ أم ذهبوا لأشياء أخرى سوف يكشف عنها الزمان؟ من أراد أن يكون تلميذا فليكن معلمه من أهل الذكر أما الشيخ المتصابي فلن يتبعه إلا البلداء.