بنكيران والقرضاوي وأردوغان يحاول طيب رجب أردوغان رئيس الوزراء التركي، لعب أدوار طلائعية في العالمين العربي والإسلامي مستغلا ما أطلق عليه الربيع العربي، ويحاول اليوم قطف جزء من ثماره أو اقتطاع جزء من الكعكة، ويسعى زعيم الحزب الإسلامي الذي يحكم الدولة العلمانية التي تأسست على أنقاض الخلافة العثمانية التي على أساس إقامتها نهضت حركة التيار الإسلامي في العالم، لكن أردوغان الذي يراوع العلمانيين وحراسها من جنيرالات تركيا يسعى اليوم إلى تنسيق جهود سيطرة الإسلاميين على الحكم وفي هذا السياق تدخل زيارته لمصر وتونس. وأردوغان لمن لا يعرفه واحد ممن تم وصفهم من طرف الإسلاميين بتركيا بالانتهازيين، فهم الذين تربوا في أحضان الراحل نجم الدين أربكان زعيم حزب الرفاه، وتنكروا له في النهاية وأسسوا حزب العدالة والتنمية، وحمل أربكان غصة الخيانة إلى القبر. وتتزامن زيارة أردوغان لمصر وتونس مع تصريحات الشيخ يوسف القرضاوي، مفتي قناة الجزيرة وإمام العصر وفقيه الأمة بلا منازع حسب حركة التوحيد والإصلاح، بضرورة أن يحكم الإسلاميون في الوقت الحالي بعد أن حكم الليبراليون واليساريون، وهي العبارة التي تلقفها التلميذ عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، من الفم إلى الأذن وقال بأحقية حزبه في رئاسة الحكومة حتى قبل الانتخابات. طبعا الوقت وقتهم حسب القرضاوي وما قاله الشيخ هو رسالة للأتباع والتلاميذ، والرسالة كانت واضحة انقضوا على الحكم بأي ثمن، وليكن الثمن رخيصا عن طريق عقد صفقات مثلما يريد بنكيران أو مثلما تروم جماعة الإخوان المسلمين بمصر التي انقلبت على ثوار التحرير، والذين شاركوا أخيرا في مؤتمر بالقاهرة حول الربيع العربي اكتشفوا بكائيات ثوار التحرير من الصفقات التي تعقدها جماعة الإخوان المسلمين ضد الثورة بل المؤامرات التي تحيكها. فالطيب أردوغان الذي يبحث عن دور في العالمين العربي والإسلامي لم يستطع المس بالاتفاقيات المبرمة مع الكيان الصهيوني، ولا يغرنكم الحركات البهلوانية بعد التقرير الأممي حول الاعتداء على سفينة مرمرة التي عن طريقها مرغت إسرائيل وجهه في التراب، وهو الآن يجري ليلقي دروسا في الديمقراطية وحقوق الإنسان وهو لم يحل بعد مشكل حزب العمال الكردستاني. اللعبة اليوم أصبحت مكشوفة، فأردوغان يعطي الدروس في الديمقراطية ويدعم التيار الإسلامي للسيطرة على الحكم والقرضاوي يوجه الفتاوى والرسائل للتلاميذ للانقضاض على الحكم. لكن ما نسيه الرئيس أردوغان الخائن لأستاذه أربكان وما نسيه الشيخ المتصابي، هو أن الربيع العربي قام من أجل الديمقراطية بما هي تنافس مشاريع وليست سيطرة تيار على الحكم، ولقد ساهمت جميع التيارات في خلق هذه الأجواء. والدرس الذي نسي بنكيران أن يتعلمه في السياسة هو الاختلاف بين الدول والشعوب ونمط الثورات، ولم يستوعب أن الثورة في المغرب مشتركة بين المؤسسة الملكية والشعب بما هي مطالب مرفوعة واستجابة سريعة تلبي الحاجة وتضمن الاستمرار.