تم التوقيع، أمس الأربعاء، بمدينة وجدة، على اتفاقية تعاون بين مجلس الجهة الشرقية، ومنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية، والمنظمة الدولية للهجرة، بهدف تقوية وتعزيز أنشطة برنامج التدريب الترابي بالجهة. وتهم هذه الاتفاقية إدراج بعد الهجرة في أنشطة برنامج التدريب الترابي، من أجل مساهمة ومشاركة المهاجرين في التنمية الترابية بالجهة، عبر تقوية قدرات الفاعلين المحليين ضمن سلسلة من التكوينات في إطار "المبادرة المشتركة للهجرة والتنمية" الرامية إلى تعزيز مساهمة الهجرة في التنمية من خلال إبراز بعدها الاجتماعي. ومن شأن هذا التكوين المقترح من طرف المنظمة الدولية للهجرة لفائدة المنتخبين والفاعلين في التنمية المحلية بالجهة الشرقية، اعتبارا من أكتوبر القادم، والذي سينبني على أساس شراكة بين برنامج التدريب الترابي بالجهة و"المبادرة المشتركة للهجرة والتنمية"، تقديم المعارف وتعزيز قدرات الجماعات المحلية من أجل تمكينها من التدبير الفعال للهجرة في التنمية. وبهذه المناسبة، اعتبر الكاتب العام لولاية الجهة الشرقية، عبد الرزاق الكورجي، أن خصوصيات مدينة وجدة وموقعها الجغرافي يجعلانها من أهم المدن المغربية المعنية بإشكالية الهجرة الخارجية، مبرزا أن عددا مهما من مواطني المدينة والجهة يقطنون بالبلدان الأوروبية، مما يستدعي تقوية الأواصر معهم من أجل الاستفادة من وضعهم وتجاربهم التي راكموها لدى دول الاستقبال وكذا تحفيزهم على الاستثمار بالجهة. وأشار أيضا إلى أن عددا من هؤلاء المغاربة المقيمين بالخارج يعودون إلى أرض الوطن بسبب الأزمات التي أضحت تعاني منها بعض دول الاتحاد الأوروبي، مما يقتضي البحث عن السبل الكفيلة لإعادة إدماجهم في النسيج السوسيو- اقتصادي الوطني، داعيا، في هذا الصدد، كافة المسؤولين من سلطات ومنتخبين ومؤسسات وهيئات داعمة ومجتمع مدني، إلى التعاون والتشاور والبحث عن أنجع السبل لمواجهة التحديات التي تطرحها الهجرة بخصوص التنمية من خلال جعل الهجرة في خدمة التنمية وليس عائقا لها. من جهته، أكد رئيس الجهة الشرقية، علي بلحاج، أن هذه الاتفاقية تشكل إضافة نوعية للاتفاقية الإطار الموقعة بين المجلس ومنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية المتعلقة ببرنامج التدريب الترابي بالجهة الشرقية، مشيرا إلى أن الاتفاقية الحالية تستهدف تكوين المنتخبين المحليين على كيفية التعامل مع الجالية المقيمة بالخارج بغية تقوية علاقتها مع جهتها والمساهمة في تنمية المنطقة. من جانبه، أكد الكاتب العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية، جون بيير إيلونغ مباسي، بمناسبة هذا الحفل، الذي اختير له شعار "الجهة الشرقية ملتقى الثقافات والهجرة رافعة للتنمية عبر التدريب الترابي"، على ضرورة الاستفادة من الهجرة في دعم التنمية المحلية، مبرزا، في هذا الصدد، أهمية هذه الشراكة القائمة بين المنظمة الدولية للهجرة في إطار برنامج التدريب الترابي والتي يأمل أن تساهم بشكل ملموس في تنمية الجهة. بدورها، أبرزت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة بالمغرب، أنا فونسيكا، الهدف من هذه الاتفاقية، والمتمثل في تعزيز دعم المغاربة المقيمين بالخارج من أجل التنمية الترابية عبر تقوية قدرات الفاعلين المحليين بالجماعات المحلية على مستوى الجهة، من خلال سلسلة من التكوينات التي تهم إدماج بعد الهجرة في مخططات التنمية المحلية. وأضافت أن هذه المناسبة تشكل فرصة لعقد شراكة حقيقية في إطار العمل الذي قامت به المنظمة الدولية للهجرة بدعم من برنامج الأممالمتحدة للتنمية وشركاء آخرين وكذا التعاون مع الفاعلين المحليين والجهويين.