أقبل شهر رمضان، وهو يتزامن هذا العام مع الإجازة الصيفية، وقد خرج معظم الطلبة والطالبات لتوهم من دوامة امتحانات نهاية العام الدراسي، ومن حقهم بالطبع الاستمتاع بالإجازة الصيفية، لكن يجب أن يتم تنظيم الوقت، خاصة خلال شهر رمضان، حتى لا تطغى الأنشطة الترفيهية على روح الصيام وتضيع أجره. ونؤكد لك أنك لو أحسنت التصرف، ستخرجين فائزة في نهاية هذا الشهر من الناحية الدينية، كما ستستمتعين بوقتك وإجازتك الصيفية بشكل مفيد... كيف ذلك؟ خصصي لكل شيء وقتا مناسبا: العبادات جوهر شهر رمضان المبارك هو التقرب إلى الله تعالى، فاحرصي على أداء صلواتك في أوقاتها، وقراءة جزء واحد من القرآن الكريم على الأقل يوميا خلال نهار رمضان، وعقب صلاة العشاء، احرصي كل يوم على صلاة التراويح التي يمكنك أداؤها بالمنزل بالطبع، لكن حاولي حضورها بالمسجد القريب من منزلك في بعض ليالي رمضان، لأن لها جوا خاصا يبهج الروح، وستكون فرصة طيبة أيضا للقاء صديقاتك وجاراتك وبنات منطقتك الحاضرات بالمسجد، وتبادل بعض الحديث معهن بعد انتهاء الصلاة. لو تصادف سفر أسرتك في رحلة صيفية لأحد الشواطئ خلال شهر رمضان، فعليك الالتزام بالملبس المحتشم عند الخروج من المنزل، والابتعاد عن مستحضرات التجميل خلال نهار رمضان، ويمكنك الاستمتاع بالجلوس على شاطئ البحر في موقع غير مزدحم، وقراءة القرآن الكريم في هذا الجو الهادئ الجميل، أو الاستماع لآياته عبر جهاز الإم بي ثري، أثناء تأمل جمال الطبيعة وروعة خلق الله سبحانه وتعالى. الأعمال الطيبة حتى تفوزي بأجر صيامك كاملا، بل ويزداد أجرك، لا تضيعي نهار رمضان في النوم طوال النهار، أو مشاهدة المسلسلات التليفزيونية، بل استغليه في أداء بعض الأعمال الطيبة والممتعة في الوقت نفسه، ويمكن أن يكون ذلك بالتبادل على مدار أيام الأسبوع، والخيارات متعددة: مساعدة والدتك في إعداد طعام الإفطار وأداء الأعمال المنزلية، التردد على منزل جدك وجدتك للاطمئنان عليهما وقضاء بعض الوقت الممتع بصحبتهما، مساعدة أحد جيرانك المسنين في شراء احتياجاته من السوق حتى لا يضطر للخروج بنفسه، المساعدة ماديا وعمليا في شراء وتعبئة السلع الغذائية الأساسية في حقائب أنيقة، وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين بمنطقتك، بالتعاون مع صديقاتك وبنات الحي، المشاركة بالمال أو المجهود في إعداد بعض الوجبات الساخنة وتوزيعها وقت الإفطار على المارة ممن لا يستطيعون الإفطار بمنازلهم لأسباب مختلفة. وقت للمرح ما زال بإمكانك أيضا الحصول على بعض المرح، وليكن ذلك بعد صلاة التراويح، والأنشطة المتاحة أمامك تتنوع ما بين مشاهدة عمل درامي واحد يذاع في ذلك التوقيت، ويفضل بالطبع أن يكون عملا دينيا أو تاريخيا او اجتماعيا هادفا يخلو من الابتذال، التنزه قليلا مع صديقاتك بعد الانتهاء من صلاة التراويح بالمسجد، ويمكنكن حضور بعض الفعاليات الفنية أو الثقافية أو الأدبية التي تقام بالمراكز الثقافية في بلدك خلال الشهر الكريم، مصاحبة أفراد الأسرة في زيارة للأقارب، وهذا الأمر يحمل الترويح عن النفس، وفضيلة صلة الرحم في الوقت نفسه.