صومي كما تشائين عن الكلام ،إياك أن تبوحين بما راود النفس واشتهته من صور العشق المباح على ضفاف الوادي الرقراق و أصوات السمر وأغاني الوصال. حبك لن يفقه إنسي ولا جان ،هو معراج للروح في السموات، لا أرض للشبق تخنق أنفاسه، منْ ملك الفؤاد وطوّع مضغة الجسد لتلهج تراتيلا لعلها آيات وأقداس.منْ حلّ في جبة ذلك الورع البعل المنتظر فساق إليك من الأنعام والآلاء ماغذى صومك ،هنيئا مريئا ذاك عطاؤه ما قسر بل وفى وكفى.
نازلة أخرست وكممت الأفواه .لا طاقة لنا لنكلم من أذلكما وغذوتما في المهد والمبتدأ صبيان تتأرجحان. بل يئس الكلام عن الكلام وأضحت الصور مدعاة للصمت والنكران.
أهؤلاء بشر امتثلوا لنا؟.أم رسل جيئت خفية تتوارى عن الأنظار؟وإن زل ّ منهم أحد نضح معينه كلاما في كلام، فاختلطت ألواح سفينته مايُظن قطّ قد تستوي يوما على الجودي.
بالحنين وتمهلي قد يطول الصمت وأقراع الأجراس تصدأ فتكتوي بنار في جوفها قيظ وقرّ. رُبّ شهيدة الهوى تركت للأفهام نازلة للتاريخ لها منزلة تشهد لها قدر تضحيتها وجسامة الخطب.
سدرة المنتهى فاحت عطورها هنالك ،أما خيشوماكما تحطما على قارعة المسير .ذاك أقصى الأماني ،أيك ظلالها فيء ايمان صادق.
هيهات ...هيهات، رحل عن موكب الزفة من يذكركم بخصلة "المعقول".