البطولة الاحترافية "إنوي" للقسم الأول (الدورة ال 24).. حسنية أكادير يتعادل مع الدفاع الحسني الجديدي (1-1)    البطولة الاحترافية "إنوي" للقسم الأول (الدورة ال 24).. النادي المكناسي ينهزم بميدانه أمام الرجاء الرياضي (2-1)    توقعات أحوال الطقس لليوم الثلاثاء    الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. من الشعارات الانتخابية إلى محكّ السلطة    أمانديس تُحيي اليوم العالمي لحقوق المرأة بأنشطة مميزة في طنجة وتطوان    قصر الفنون يحتضن سهرة روحانية ضمن فعاليات "رمضانيات طنجة الكبرى"    اليسار ينتقد عمليات الهدم بالرباط ويطالب السلطات ب"احترام القوانين"    الرجاء يقلب الطاولة على "الكوديم"    غضب شعبي يجتاح سوقا بصفرو    دليل جديد يتوخى توعية المغاربة بمخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب    يوعابد : هطول الأمطار بأرجاء المغرب أنهت نصف شتاء من العجز في التساقطات    حركة بيئية تحذر من التنخيل بالرباط    الأمطار الغزيرة تعري هشاشة البنية التحتية بمقاطعات الدار البيضاء    أمطار قوية ورعدية الثلاثاء بالمغرب    مركز في بني ملال يحتفل بالمرأة    ‬"وترة" يدخل دور العرض بعد رمضان    شخصيات عربية وإفريقية وأوروبية بارزة تنعى الراحل محمدا بن عيسى    مسرحية "الرابوز" تمتع جمهور الناظور    برعاية إبراهيم دياز .. أورنج المغرب تطلق برنامج Orange Koora Talents    جماعة بني بوعياش تنظم ورشة لإعداد برنامج عمل الانفتاح بحضور فعاليات مدنية ومؤسساتية    الرجاء يقلب الطاولة على النادي المكناسي ويحسم المباراة في الدقائق الأخيرة    بعثة تجارية ألمانية لتعزيز التعاون الاقتصادي في قطاع الفواكه والخضروات    طنجة.. توقيف شخص متورط في السرقة تحت التهديد بإشعال النار من داخل وكالة لتحويل الأموال    بركان.. توقيف طبيب وشخص من ذوي السوابق بتهمة ترويج المؤثرات العقلية    بوعياش تحظى بدعم إفريقي لرئاسة التحالف العالمي لمؤسسات حقوق الإنسان    المغرب وفرنسا يوقعان إعلانا مشتركا لتعزيز التعاون القضائي والقانوني    بعد استهدافها بهجوم إلكتروني.. لجنة مراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي ترد    الرئاسة السورية تعلن توقيع اتفاق مع الأكراد يقضي باندماج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولة    زيلينسكي يصل جدة للقاء ولي العهد    ندوة صحفية لوليد الركراكي الجمعة    "الأحمر" ينهي تداولات بورصة البيضاء    وزارة السياحة: المغرب يستقبل نحو 2,7 مليون سائح عند متم فبراير    "تساقطات مارس" تحيي آمال المزارعين في موسم فلاحي جيد بالمغرب    دراسة أمريكية.. قلة النوم تزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم لدى المراهقين    حماس تقول إن إسرائيل "تواصل الانقلاب" على اتفاق الهدنة في غزة    تأجيل اجتماع لجنة المالية بمجلس النواب كان سيناقش وضعية صندوق الCNSS بعد اتهامات طالت رئيستها    "البيجيدي" يطلب رأي مجلس المنافسة في هيمنة وتغول "الأسواق الكبرى" على "مول الحانوت"    ملخص كتاب الإرث الرقمي -مقاربة تشريعي قضائية فقهية- للدكتور جمال الخمار    فالفيردي يصل إلى 200 مباراة في "الليغا"    من وهم الاكتفاء الذاتي إلى استيراد مليون رأس غنم بشكل مستعجل! أين اختفت السيادة الغذائية يا تبون؟    حقيبة رمضانية.. فطور صحي ومتوازن وسحور مفيد مع أخصائي التغذية محمد أدهشور(فيديو)    كيف يتجنب الصائم أعراض الخمول بعد الإفطار؟    قلة النوم لدى المراهقين تؤدي إلى مشاكل لاحقة في القلب    هَل المَرأةُ إنْسَان؟... عَلَيْكُنَّ "الثَّامِن مِنْ مَارِسْ" إلَى يَوْمِ الدِّينْ    غاستون باشلار وصور الخيال الهوائي :''من لايصعد يسقط !''    في رثاء سيدة الطرب المغاربي نعيمة سميح    "أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ..؟" !!(1)    ترامب: التعليم في أمريكا هو الأسوأ في العالم    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الاثنين    نهضة بركان على بعد خطوة من تحقيق أول لقب له بالبطولة    كوريا الجنوبية/الولايات المتحدة: انطلاق التدريبات العسكرية المشتركة "درع الحرية"    الصين تعزز الحماية القضائية لحقوق الملكية الفكرية لدعم التكنولوجيات والصناعات الرئيسية    دراسة: الكوابيس علامة مبكرة لخطر الإصابة بالخرف    إسرائيلي من أصول مغربية يتولى منصب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي    بطل في الملاكمة وبتدخله البطولي ينقذ امرأة من الموت المحقق … !    8 مارس ... تكريم حقيقي للمرأة أم مجرد شعارات زائفة؟    الأمازِيغ أخْوالٌ لأئِمّة أهْلِ البيْت    القول الفصل فيما يقال في عقوبة الإعدام عقلا وشرعا    









لا حياء لمن تنادي !

اشتعلت المدينة بالنار و سقطت حروف الحقيقة و خيم صمت الجبن في الكهوف فانطفأت الشمس و خسف القمر.فهرب الطفل اليتيم إلى مقبرة مجاورة لينجو بجلده حاملا بيده النورانية وردة مقدسة.بدأ يقلب في الموتى يساءل الليل و الريح و الجنون عن أصل الخليقة.حتى إذا أعياه الأمل طفق ينادي بأعلى صوته لعل الموتى تسمع فتستجيب و ما من مجيب،فهيهات هيهات ما بين الحياء و الموت كلمات الجفاء و الحقد الدفين.فسمع صوتا من خلفه يرد عليه حسبه أول وهلة ميتا أيقظه حنين الحق، فإذا هو رجل حكيم نزل من أعلى عليين جاءه بفصل الخطاب.قال؛يا بني،لا ترهق صوتك و لا تتعب قلبك فلا حياء لمن تنادي ! استغرب الطفل هذا الكلام قائلا:إنما هم موتى يا سيدي فما بال الحياء بالموت !؟ فأجاب الحكيم بهيبة و يقين:لقد ماتوا من قلة الحياء فنزل عليهم رجز البكم فاجترحوا الخطايا باسم القانون و أغلقوا دوننا الأبواب باسم التواصل فاشتعلت المدينة نارا بسوء فعالهم . فقال الطفل مستغيثا : فما العمل
يا سيدي و أنا الضعيف قليل الحيلة و قد اشتعل الرأس شيبا ؟ قال الحكيم :
ذلك عليه هين و قد خلقك و لم تك شيئا،فما بيمينك يا ترى ؟ قال :
هي وردتي أهش بها على أحلامي و لي فيها مآرب أخرى.فاعتدل الحكيم في وقفته و ابتسم له قائلا: يا بني، هي وردة رحمة للطيبين و سيف بتار على الظالمين،إرجع إلى المدينة و أطفأ نارها بماء حبك و اسم بحروف الحقيقة بمعراج صدقك و اخرق صمت الكهوف بهدير حقك و لتشرق الشمس بنور بصيرتك
و ليستنر القمر بضياء روحك. و كن شجاعا و لا تهب الموت ،إنما الموت حياة للصادقين و تاج على رؤوس العارفين . ولا تخش سدنة الخريف فهم أوهن من خيط
العنكبوت يحسبون كل صيحة عليهم، بأسهم بينهم شديد.فبئس هم كبراء القوم ساستنا أترفوا في الأرض و نشروا الفساد فحق عقاب؛لا يرجون لمن أنبت الورد بعد موات أي وقار و السماوات مطويات بيمينه و الأرض قبضته فاحذروه
يا أولي القرار.
لا مكان لكم و لا ملاذ في أرض الورد يا ناكري الجميل، فالورد أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد و اللعب.مهما تكلمتم في التنمية بفصاحة و بيان فكلامكم ركاكة و خرافة بلا برهان،نعرفكم من لحن القول قد خبرنا العليم بسرائركم، فاستروا عوراتكم بانزياحكم عن أسمائنا و تاريخنا و هوائنا وأحلام أطفالنا، و ارحلوا
بعيدا عنا إلى جحيم النسيان و احملوا معكم خزيكم و أوزاركم، فرائحتكم تزكم الأنوف و تغتال الحياة و تعادي السماء.
يا بني،لا يصدنك عن حلمك الأثير تساقط المتساقطين في الطريق، فقد اخلدوا إلى الأرض و استمرؤوا الفتات على موائد اللئام.
يا بني،إن كنت تألم فانك تألم كما يألمون و ترجو من بارئ الورد ما لا يرجون،
فارفع أكفك إليه بغسق الليل و هم في غيهم سادرون يمددك من رحمته بألف من الورد مسومين . و لا تحسبن نفسك وحيدا ، فانه معك و الطيبون سيربط
على قلبك و إياهم بالحبل المتين . و هو الذي أيدك بالوردة المقدسة لتصنع
التاريخ بأعيننا و كلماتنا التامات و ذاك هو الفوز المبين . رفعت الأقلام و جفت
الصحف ، فانتظروا إنا معكم من المنتظرين . وقف الطفل اليتيم مشدوها بكلام
الحكيم الذي انصرف عنه و بدأ يتوارى عن الأنظار في هالة النور التي خرج منها؛ ثم إنتبه إلى نفسه وحيدا في المقبرة ، فاستجمع همته و ضم وردته إلى صدره
و انطلق مسرعا إلى المدينة لينجز رسالته النبيلة التي انتدبته إليها أسرار الغيب.
فيا أبتها النفس المطمئنة
اخرجي من الحفر
و انثري الورود على القلوب
لتفرح
و اسكبي ماء زمزم على الحيارى
و لا تسأليني من أكون
فقد أكون ملاكا
أو حيرة
أو جمرة تحرق ضحايا أحابيل النساء
و الزهور.
توقيع: الشاعر عبد الرحيم كريم
من زاوية الشيخ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.