أكد المشاركون في يوم دراسي، نظم اليوم الخميس بالقنيطرة، على أهمية بلورة سياسات محلية وجهوية للنهوض بتمدرس الفتيات في العالم القروي. وأبرز المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظمته لجنة دعم تمدرس الفتيات القرويات بشراكة مع المنظمة الكشفية المحمدية المغربية (فرع القنيطرة)، ضرورة إرساء وتكوين لجن إقليمية تضم ممثلي مختلف الهيئات والقطاعات المعنية بالموضوع، من أجل السهر على التتبع المباشر لقضية تمدرس الفتيات القرويات. وشدد المتدخلون في هذا اليوم الإخباري، الذي استهدف أصحاب القرار والفاعليين المحليين في مجال التربية والتكوين بهدف محاربة الهدر المدرسي للفتيات في العالم القروي، على وجود إكراهات ذات طابع اجتماعي واقتصادي، من أبرزها الفقر والبطالة وارتفاع تكلفة التمدرس، مما يساهم بشكل كبير في عزوف الفتيات عن التمدرس. واعتبروا أن توحيد جهود مختلف المتدخلين، ولاسيما منهم الفاعلين الجمعويين، يعد الخطوة الأولى في مسار وضع مخططات عمل محلية واقليمية للرفع من جودة التعليم وتشجيع والنهوض بتمدرس الفتاة القروية بصفة خاصة. وأكد محمد التبيوي، القائد المحلي للمنظمة الكشفية المحمدية المغربية بالقنيطرة، أن هذا اللقاء جاء بناء على بحث ميداني انجزته لجنة دعم تمدرس الفتاة في العالم القروي بشراكة مع المنظمة بخصوص تمدرس الفتاة القروية، وشمل مناطق مختلفة من المملكة. وأبرز أن الدراسة رصدت إحصائيات محددة بخصوص نسبة الفتيات المتمدرسات في العالم القروي، مما يمكن بالتالي من بلورة استراتيجية عمل مشتركة بين اللجنة والمنظمة وتحديد الآفاق المستقبلية من أجل النهوض بتمدرس الفتاة القروية. وأشار السيد التبيوي إلى أن الشركاء يطمحون من خلال هذه الجهود والمبادرات إلى تحسين المنظومة التربوية وتوفير فضاءات جديدة لإيواء الفتيات بالنظر إلى أهمية موضوع الإيواء في المدار القروي ومساهمته الكبيرة في ضمان استمرار تمدرس الفتيات. وسعى اللقاء، الذي نظم بتعاون مع قسم التعاون والعمل الثقافي بالسفارة الفرنسية، إلى تحسيس أصحاب القرار والفاعلين المحليين بدورهم ومسؤوليتهم في وضع آليات اجتماعية مشتركة لمحاربة ظاهرة الهدر المدرسي في جميع المستويات والمراحل التعليمية. كما توخى المنظمون من وراء هذا اليوم الدراسي، الذي شهد مشاركة ممثلي المصالح والقطاعات الحكومية المعنية بقضايا التربية والتكوين والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني بإقليم القنيطرة، توحيد الجهود بين جميع المتدخلين ووضع خطة عمل مشتركة للرفع من نسبة تمدرس الفتاة القروي في إطار مقاربة تشاركية لتحقيق التنمية. وتضمن برنامج اليوم الدراسي تقديم نتائج الدراسة الميدانية حول تمدرس الفتاة في العالم القروي، وعرضين حول برنامج (منحة من أجل النجاح)، والرهانات المتعلقة بالتمدرس ولاسيما تمدرس الفتيات في العالم القروي، إلى جانب مداخلة حول آليات التعاون والتشاور. ويندرج اللقاء، في إطار انخراط المجتمع المدني في مسار إصلاح منظومة التربية والتكوين، ووعيا منه بأهمية المشاركة الفعالة في هذا المجال الهام.