نشر موقع مجلة "دابق" التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية ما قال إنها صورة جديدة للطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أعلن التنظيم الأربعاء الماضي أسره بعد إسقاط طائرته في مدينة الرقة شمال سوريا. وجاءت الصورة ضمن مقابلة أجرتها المجلة مع الطيار الكساسبة، تحدث فيها عن حيثيات إصابة طائرته بصاروخ قبل أن يضطر للقفز منها. وقال الكساسبة في المقابلة، "خرجنا من قاعدة سلاح الجو في الاردن الى مهمة في العراق في الساعة 6:15 صباحا، وفي الساعة 7:55 قمنا بالتزود بالوقود في الجو، وعندما دخلنا منطقة الرقة من اجل تطهيرها، دخلت الطائرات المقاتلة وبدأت بعملية الهجوم، واصيبت طائرتي بصاروخ حراري، سمعت الاصابة وشعرت بها." ولدى سؤاله (حسب موقع دابق التابع لداعش) هل قابلت الاميركيين الصليبيين؟ اجاب: "يوجد حوالي 200 اميركي في قاعدة موفق السلطي، ومن بينهم 16 طيارا اميركياً، واحدة منهم إمرأة، والبقية فنيون ومهندسون وافراد دعم. ويأكل الاميركيون احياناً معنا وجبة العشاء، ويأكلون معنا المنسف الذي يحبونه كثيرا، ولا تتناول الاحاديث معهم اموراً خاصة حولهم من ناحية امنية". وفي نهاية المقابلة تم سؤاله فيما اذا كان قد شاهد الاشرطة المصورة لتنفيذ داعش الاعدام بحق اجانب؟ اجاب: "كلا لم اراها". واضاف، "انا اعلم ان الخاطفين سيقتلونني." وكان مصدر عسكري أردني أكد الأربعاء الماضي سقوط إحدى طائرات سلاح الجو الملكي فوق مدينة الرقة بسوريا وأسر طيارها لدى تنظيم الدولة، أثناء قيام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بمهمة عسكرية ضد مواقع التنظيم. وفي وقت لاحق أصدرت القوات المسلحة الأردنية بيانا مقتضبا أكدت فيه أن معاذ صافي الكساسبة أسِر على يد تنظيم الدولة. وتعد هذه الحادثة الأولى من نوعها منذ بدء الحملة الجوية الدولية التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة في العراقوسوريا يوم 23 أيلول الماضي. وكشفت مصادر حكومية أردنية وأخرى سياسية مقربة من مطبخ القرار السياسي والأمني في العاصمة الأردنية للجزيرة نت، أن عمان بدأت بالفعل تدشين مفاوضات سرية غير مباشرة مع تنظيم الدولة لتحرير طيارها. وأكدت المصادر أن غرف عمليات شُكلت على أعلى المستويات منذ وقوع الطيار بأيدي التنظيم، وبدأت إجراء اتصالات مكثفة مع أطراف إقليمية ودولية ومع شخصيات سياسية وعشائرية فاعلة داخل العراق، للبحث عن وساطات، ومناقشة السيناريوهات المتعلقة بمصير الطيار، والخروج من الأزمة بأقل التكاليف. وتدور أحاديث في الأردن عن سيناريوهات محتملة للتفاوض مع آسري الطيار، من ضمنها أن يتم ذلك عبر وسطاء من العشائر في الرقة، أو عن طريق بعض الإسلاميين في الأردن، كما تم الحديث عن سيناريوهات محتملة لإطلاق معتقلين في سجون الأردن، مقابل إطلاق تنظيم الدولة سراح الطيار الكساسبة.