نفت الولاياتالمتحدة ان يكون تنظيم الدولة الإسلامية اسقط مقاتلة أردنية من طراز اف-16 في شمال سوريا كانت تشارك في عمليات قوات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وقالت القيادة الأميركية الوسطى التي تشرف على عمليات التحالف الجوية فوق العراقوسوريا إن «الأدلة تشير بوضوح إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) لم يسقط الطائرة كما يقول هذا التنظيم الإرهابي»، ولم يكشف بيان القيادة عن سبب «تحطم» الطائرة. لكن قائد القيادة الوسطى الجنرال لويد أوستن أكد أن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية اسروا قائد الطائرة الأردني، وقال «ندين بشدة تصرفات داعش الذي اسر قائد الطائرة التي سقطت». وأضاف «سندعم جهود ضمان استعادته سالما ولن نتهاون مع محاولات داعش إساءة تفسير أو استغلال تحطم هذه الطائرة المؤسف لخدمة أهدافه». وأكد أن «الأردنيين شركاء يحظون باحترام وتقدير كبيرين وطياريهم وطاقمهم قاموا بأداء استثنائي خلال هذه الحملة». وكان مسؤول أميركي صرح أن الولاياتالمتحدة لا تستطيع تأكيد تحطم الطائرة آو إسقاطها من قبل «الدولة الإسلامية» كما يؤكد هذا التنظيم. كما ذكر المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أن المقاتلة الأردنية أسقطت بعدما استهدفتها صواريخ أرضية، وأضاف أن محاولة لإنقاذ الطيار قبل أسره فشلت، دون أن يعطي تفاصيل. لكن المومني قال في وقت لاحق إن تقييمات جديدة أظهرت أنه لا يوجد مؤشر على أن الطائرة أسقطت بنيران مقاتلي تنظيم الدولة، وأضاف أن السلطات الأردنية اعتقدت في البداية أن الطائرة ربما سقطت بنيران معادية، لكن لم يمكن تأكيد ذلك. وقال مصدر أردني مسؤول إن الملك عبد الله الثاني اجتمع بكبار القادة في القيادة العسكرية الأردنية حيث أنشئت غرفة عمليات بعد أسر الطيار. وحمل الأردن تنظيم الدولة المسؤولية عن سلامة الطيار، وقال مصدر مسؤول بالقيادة العامة للقوات المسلحة إن أسر الطيار وقع «أثناء قيام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بمهمة عسكرية ضد أوكار تنظيم داعش (تنظيم الدولة) الإرهابي». وفي العاصمة الأردنيةعمان عبر 110 أعضاء بمجلس النواب الأردني عن دعمهم للجيش في حربه التي يخوضها إلى جانب التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في العراقوسوريا. وأكدت بيانات للأحزاب والقوى النيابية على «أهمية الوقوف خلف الجيش في حربه الوقائية ضد الإرهاب أينما وجد، والعمل على حماية الوطن وحدوده من أي تهديد أمني». وقد بدأت الحكومة الأردنية جهودها على كافة الأصعدة من خلال خلايا أزمة بمستويات عديدة لتحرير الطيار الأردني معاذ يوسف الكساسبة الذي أسره تنظيم الدولة الإسلامية بعد سقوط طائرته في الرقة شمال سوريا. كما تسعى إلى تجنيد كل الإمكانات والجهود والعلاقات السياسية والدبلوماسية الجيدة التي تربطها بأطراف إقليمية ودولية عديدة لضمان الإفراج عنه. ونشر تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في سورياوالعراق المجاور والمعروف باسم «داعش» على مواقع إسلامية، صورا قال إنها للطيار الأسير يحيط به عناصر مسلحون. وظهر الطيار في إحدى الصور وهو يرتدي قميصا ابيض ويحمله أربعة رجال يخرجونه من بقعة ماء.كما نشر التنظيم بطاقة عسكرية قال إنها لهذا الطيار الذي يدعى معاذ صافي يوسف الكساسبة، وهو من مواليد العام 1988، وقد دخل السلك العسكري في العام 2006، ويحمل رتبة ملازم أول. وهذه أول عملية إسقاط لطائرة تابعة لقوات التحالف منذ أن شنت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في 23 سبتمبر الماضي أولى غاراتها على مواقع للمسلحين المتطرفين في سوريا، بعد نحو شهر ونصف على بدء غارات التحالف الذي يضم دولا عربية بينها الأردن والسعودية والإمارات ضد أهداف في العراق. وتشن طائرات التحالف باستمرار غارات على تنظيم الدولة الإسلامية حول الرقة «عاصمة» الجهاديين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في البلدين.