قال مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية لوكالة الانباء الرسمية انه "اثناء قيام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الاردني بمهمة عسكرية ضد اوكار تنظيم "داعش" الارهابي في منطقة الرقة السورية صباح اليوم الاربعاء سقطت إحدى طائراتنا وتم اخذ الطيار كرهينة من قبل تنظيم داعش الإرهابي". واضاف المصدر أن "الاردن يحمل التنظيم ومن يدعمه مسؤولية سلامة الطيار والحفاظ على حياته"، مشيرا الى ان "هذا التنظيم لا يخفي مخططاته الارهابية، حيث قام بالكثير من العمليات الإجرامية من تدمير وقتل للأبرياء من المسلمين وغير المسلمين في سورياوالعراق". وأعلن من جهته يوسف الكساسبة، والد الطيار الاردني، في تصريح لموقع "سرايا" الاخباري على شبكة الانترنت ان "قائد سلاح الجو اتصل به هاتفيا وقال نحن نشتغل على محاولة انقاذ حياته وان جلالة الملك (عبد الله الثاني) متابع ومهتم بإنقاذ حياة ابنك". وأضاف ان "ابني الآخر قابل قائد سلاح الجو الاردني الذي أكد له خبر أسر "داعش" لابني الطيار معاذ". ووجه والد الطيار وهو مدير تربية متقاعد، نداء إلى الملك قائلا "أرجو من صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني إرجاع ابني لي، فكلنا فداء للوطن ولجلالة الملك". كما وجه نداء الى تنظيم الدولة الاسلامية قائلا "ادعو الله أن يغرس الرحمة في قلوبكم وتفكوا أسر ابني". وأكد الكساسبة ان "ابنه كان لديهم في البيت الأحد الماضي وغادر لأداء واجبه ذلك اليوم، وأنهم كانوا يعلمون أن ابنهم الطيار يقوم بواجبه بالمشاركة بالعمليات الحربية ضد داعش". واوضح ان "ابنه الطيار الاسير ترتيبه الثالث بين أربعة أولاد لديه بالإضافة لأربع فتيات"، مشيرا الى أنه برتبة ملازم أول والتحق بالقوات المسلحة كطيار حربي منذ ست سنوات. ونشر تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في سورياوالعراق المجاور والمعروف باسم "داعش"، على مواقع جهادية، صورا قال انها للطيار الاسير يحيط به عناصر مسلحون. وظهر الطيار في احدى الصور وهو يرتدي قميصا ابيض ويحمله اربعة رجال يخرجونه من بقعة ماء. كما نشر التنظيم بطاقة عسكرية قال انها لهذا الطيار الذي يدعى معاذ صافي يوسف الكساسبة، وهو من مواليد العام ,1988 وقد دخل السلك العسكري في العام ,2006 ويحمل رتبة ملازم اول. وفي الرقة، قال الناشط نائل مصطفى لوكالة فرانس برس ان خلافا نشب بين قياديي تنظيم الدولة الاسلامية حيال مصير هذا الطيار، مشيرا الى ان "مجموعة الشيشان تريد قتله، بينما يود العراقيون ان يبقوه على قيد الحياة". وأعلن التنظيم انه استخدم صاروخا حراريا لإسقاط الطائرة التي يرجح بحسب الصور المنشورة على مواقع جهادية ان تكون من نوع "اف-16". وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان التنظيم استخدم صاروخا استولى عليه من المعارضة المسلحة التي تقاتل قوات النظام السوري، موضحا ان هذه الجماعة الجهادية "تملك كمية كبيرة من الصواريخ المضادة للطائرات". وهذه اول عملية اسقاط لطائرة تابعة لقوات التحالف منذ ان شنت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في 23 سبتمبر الماضي اولى غاراتها على مواقع للمسلحين المتطرفين في سوريا، بعد نحو شهر ونصف على بدء ضربات التحالف الذي يضم دولا عربية بينها الاردن والسعودية والامارات ضد اهداف في العراق. وهذه الغارات التي مثلت التدخل الاجنبي الاول منذ اندلاع النزاع في سوريا منتصف مارس 2011 تستهدف بشكل خاص تنظيم الدولة الاسلامية الذي خسر أكثر من ألف من عناصره في هذه الغارات على مدى الاشهر الثلاثة الماضية، بحسب ارقام المرصد السوري لحقوق الانسان. وقتل أمس الثلاثاء 15 عنصرا على الاقل من تنظيم الدولة الاسلامية في غارات للتحالف الدولي على مناطق في مدينة عين العرب الحدودية مع تركيا وفي الرقة، وفقا للمرصد. ويسعى التحالف الدولي الى وقف تقدم تنظيم الدولة الاسلامية الذي أعلن قيام "الخلافة" في المناطق التي يسيطر عليها، وقد نجح في تحقيق ذلك في بعض المواقع خصوصا في العراق الذي لا يزال يشهد رغم ذلك هجمات مستمرة لهذا التنظيم المعروف بوحشيته. واليوم قتل 26 شخصا على الأقل وأصيب 56 بجروح في تفجير انتحاري استهدف تجمعا لمقاتلين سنة من قوات "الصحوة" مناهضين لتنظيم الدولة الاسلامية في منطقة المدائن جنوب شرق بغداد، بحسب ما افاد مسؤولون عراقيون فرانس برس. بيروت (أ ف ب)