- ماذا وقع لكم مع حفيظ بنهاشم المندوب السامي للسجون؟ يوم الأربعاء 02 دجنبر2009، اتصل شخص من المندوبية العامة لإدارة السجون بإدارة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وقال إن المندوب حفيظ بنهاشم يريد أن يقابلني بخصوص الرسائل التي وجهناها إليه، وكانت هذه أول مرة يقوم فيها المندوب باستدعاء الجمعية، رغم أننا نرسل الكثير من الرسائل إليه تتعلق بالأوضاع داخل السجون وشكايات المعتقلين، وقد كنت رفقة عبد الإله بن عبد السلام، عضو مكتب الجمعية، ورغم أن موعدنا مع المندوب كان على الساعة الثانية بعد الزوال إلا أنه لم يستقبلنا إلا بعد أزيد من 20 دقيقة من الموعد. وكان المندوب مرفوقا بالسيد مصطفى حلمي، مدير الإدماج والعمل الاجتماعي. - ماذا دار في الاجتماع؟ قال لنا حفيظ بنهاشم، الذي بدا طيلة الاجتماع متوترا، إننا نرسل إليه رسائل تتضمن معطيات خاطئة، فقلنا له إن مشكلتكم هي أنكم لا تتواصلون مع المجتمع المدني لتصحيح المعطيات، وقال أيضا إنه ملتزم بتطبيق القانون وإن قضية الخلوة الشرعية لا توجد في القانون، فقلنا له إن هناك العديد من المكتسبات التي يتمتع بها السجناء يجب الحفاظ عليها، ومنها الخلوة الشرعية. وكان المندوب كل مرة يقول إن القانون يطبق في السجون، وإنه لا توجد مشاكل، فقلنا له إنه لسنا وحدنا من يقول إن السجون فيها مشاكل، بل قالها من قبل وزير العدل، واعترف بذلك هو نفسه ومن ذلك الاكتظاظ وضعف الميزانية ونقص التغذية والوفيات والإضرابات. فأجاب بأن مشكل الاكتظاظ سوف يحل قريبا من خلال نقل السجناء إلى سجون جديدة تم بناؤها، وقال لنا إن الحقوقيين سيحتجون إذا نقلنا السجناء إلى سجن آخر. كان المندوب يتحدث متوترا دائما، ويقول إن أوضاع السجون أفضل من نظيرتها في فرنسا، أو في بقية الدول العربية والإفريقية. وقال لنا المندوب إن المشاكل ظهرت بعد عيد الأضحى، لأنه لم يسمح بإدخال عدد من الأضاحي إلى السجناء، لأن أصحابها من مبيضي الأموال، وقال لنا إنه يريد أن يأتي محسنون حقيقيون بالأضاحي، وليس أشخاصا يريدون تبييض أموالهم في السجن. كما طرحنا معه مشكل التطبيب في السجون، فاستدعى أحد الأطباء، الذي حضر معنا الاجتماع، فقال لنا إن المشكل لا يكمن في أن إدارة السجن لا ترسل المرضى من السجناء إلى المستشفى، ولكن المستشفيات هي التي تغير لهم مواعيد الاستقبال عندما يتم نقلهم إليها، فرفضنا هذا الادعاء وقلنا إن لدينا أدلة على أن المرضى لم يتم نقلهم أصلا إلى المستشفى. كيف تطور هذا النقاش إلى تهجم عليكم؟ فجأة فقد المندوب السامي صوابه، وشرع في التهجم علينا، مشيدا بوطنيته وأن تاريخه معروف كوطني، وأن من يسب بلده ليس وطنيا، فقلت له: نحن أيضا نرفض من يوسخ البلد بانتهاكه لحقوق الإنسان، فرد علي، بعنف، بأن تقاريرنا توسخ المغرب، وأن من يوسخ بلده فهو خائن، وقال لنا إنكم لا تعترفون بالإنجازات ولا ترون إلا السواد، وقال إنه عمل في المخابرات، ويعرف أن هدفنا من وراء إصدار التقارير هو الحصول على التمويل، وذهب إلى حد القول: "من لا تعجبه بلاده فليخرج منها". - ما الذي تعتزمون القيام به بعدما حصل؟ لقد أصدرنا بلاغا حول هذا الموضوع، ونحن نعتزم مراسلة الوزير الأول لأنه هو المسؤول عن المندوبية السامية للسجون، وقد طلبنا الاعتذار، سوف نواصل دفاعنا عن مطالب السجناء. وما حدث يؤكد صدق مواقفنا منذ تعيين حفيظ بنهاشم على رأس المندوبية، حيث اعتبرنا أن تعيين جلاد سابق مسؤول عن الانتهاكات الجسيمة في الماضي يعتبر خطأ، وقد تبين أن هذا المندوب يعتمد مقاربة أمنية للسجون ولا يهمه حل المشاكل.