لقد زرت إلى حد الآن 21 بلدا والتقيت بمئات الشباب المسلمين، والنقطة التي تلتقي عندها مشاكلهم هي كيف يكونون مسلمين وفي الآن ذاته عصريين، حيث يعتقدون أن الموافقة بينهما صعبة للغاية»، تقول فرح بانديت، مبعوثة الخارجية الأمريكية لدى الجاليات الإسلامية، في لقاء مع عدد من الشباب المغربي من بينهم صحفيون ومدونون وشباب جمعوي، بهدف التعرف أكثر على مشاكلهم وتطلعاتهم. وأكدت المسؤولة الأمريكية، ذات الأصول الهندية والتي تعتبر ثاني مسؤولة مسلمة في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد داليا مجاهد ذات الأصول المصرية مستشارة شؤون العالم الإسلامي، أن لكل بلد خصوصية مختلفة عن بلدان أخرى، مما يستدعي اتباع طريقة خاصة للتعامل معه، كما أن كل المسلمين يجب ألا يعاملوا بطريقة واحدة، «لذلك لم تتم تسميتي مبعوثة للعالم الإسلامي، بل للجاليات الإسلامية، فالمسلمون داخل البلد الواحد يختلفون من منطقة إلى أخرى». فرح، التي تقوم مهامها على معرفة آراء الشارع والتحدث مع المسلمين العاديين، والوصول إلى أماكن جديدة لبناء شراكة مع المسلمين الذين يشكل الشباب الأقل من 30 سنة أغلبهم، قالت: «نحن لا نبحث عن ملاقاة المسلمين لأننا نريد منهم شيئا، ولكن فقط من أجل أن نفهمهم ونفهم تطلعاتهم»، مؤكدة خلال حديثها أن «ربع البشرية مسلم، فلماذا لا نكون شركاء معهم؟ إن الإدارة الأمريكيةالجديدة لديها نظرة واضحة في ما يخص العلاقة التي تريدها مع المسلمين ولا ترى فيهم مشكلة». تقول فرح إن الهدف من لقاءاتها هو الحصول على أفكار وآراء مختلفة من شأنها المساهمة في التقارب بين أمريكا والعالم الإسلامي، من أجل بناء شراكة طويلة الأمد، مضيفة أن هناك سوء تفاهم بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الإسلامية دام لمدة من الزمن، وأن المشكلة الفلسطينية زادت من تعقيد الأمور. «السياسة الخارجية هي أمر هام جدا وفي تأديتي لمهمتي أصطدم دائما مع أناس حول هذا الموضوع. غالبا ما أكون أتحدث عن أمور أخرى مثل التنمية والتعليم، فيبدأ محدثي بالتكلم عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة سواء تعلق الأمر بأفغانستان أو العراق أو النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، توضح فرح. مضيفة: «إن الإدارة الأمريكية تعمل بجهد كبير من أجل إنهاء الصراعات والنزاعات الدولية، ومنذ الأيام الأولى للرئيس أوباما في السلطة قام بإيفاد مبعوثين إلى المنطقة وجعل حل القضية الفلسطينية من أولوياته، لكنه في الآن ذاته يطمح إلى مساعدة الدول الإسلامية على أن تصبح أقوى». يذكر أن فرح بانديت مسلمة من أصل كشميري تنتمي إلى أسرة ذات نفوذ في بلدة سوبور شمالي سريناجار، وهي حفيدة عبد الصمد بانديت، رجل الأعمال الشهير في كشمير، حيث كان يملك دار السينما الوحيدة في سوبور قبل أن تغلق سنة 1989 بعد اندلاع القتال مع الحكم الهندي للإقليم. وهاجر والد بانديت إلى الولاياتالمتحدة سنة 1969، ليستقر بالأسرة هناك. وعملت بانديت سابقا مستشارة في وزارة الخارجية مسؤولة عن شؤون المسلمين في أوربا وآسيا، كما أنها عملت منسقة لشؤون المسلمين في مجلس الأمن القومي، وعملت أيضا في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، حيث تولت ملف تقديم المساعدات الخاصة بالمشاريع التي يجري تنفيذها في العراق وأفغانستان والأراضي الفلسطينية.