رغم أن الرجاء البيضاوي لعب هذا الموسم على ثلاث واجهات، فإنه خرج خاوي الوفاض دون أن يتمكن من إحراز أي لقب، الأمر الذي فجر فورة غضب وسط جمهوره بعد نهاية الموسم، وجعل بركان الجمع العام المقرر في رابع يونيو المقبل يبدأ في الغليان. عندما أحرز الرجاء لقب البطولة الوطنية الموسم الماضي، أعلن المدرب البرتغالي جوزي روماو أنه لن يستمر مع الفريق وسينضم إلى الشباب السعودي. ألح عليه الرجاويون بالبقاء، لكن روماو بدا مصرا على أن يدخل تجربة جديدة، لذلك كثف مسؤولو الفريق بحثهم عن مدرب بديل، فتم التعاقد مع كارلوس موزير اللاعب السابق للمنتخب البرازيلي وفريق مارسيليا الفرنسي. قاد موزير تحضيرات الفريق، وفاز رفقته بدوري النتيفي، وكانت انطلاقته في البطولة موفقة. ففي أربع مباريات حقق فوزين على الجيش الملكي والنادي القنيطري وتعادلين خارج الميدان أمام وداد فاس وحسنية أكادير، لكن موزير وجد نفسه رغم ذلك عرضة للانتقاد، قبل أن يتضح في ما بعد أن السبب في الانتقادات التي تم توجيهها لموزير هو رغبة روماو في العودة إلى الرجاء، بعد أن رفض الشباب السعودي التعاقد معه، مفضلا عليه مدربا برتغاليا آخر. التقط أصدقاء روماو في الرجاء، إشارة رغبته في العودة، فبدؤوا في فسح الطريق أمامهم، خصوصا أن الانضباط الذي سعى المدرب البرازيلي لفرضه أقلق بعض اللاعبين والمسيرين، لذلك لم يتردد عدد منهم في التعبير عن رفضهم لبقاء المدرب، بل إن بعض اللاعبين الذين لم يكن يعتمد عليهم خرجوا عن صمتهم، وبدأوا في إطلاق النار على المدرب البرازيلي. أقيل موزير رغم أنه جمع في أربع مباريات ثمانية نقاط، وعاد روماو من جديد ليقود الفريق. كانت بداية روماو متعثرة ففي خمس مباريات لم يحصل إلا على ست نقاط. ظلت نتائج الفريق تعرف نوعا من التذبذب، كما أن نتائج بقية الفرق أسهمت في بقائه في دائرة المنافسة على اللقب، قبل أن يستفيق الفريق على وقع ضياع اللقب في الجولة الأخيرة بعد أن أنهزم أمام الجيش الملكي بهدف لصفر، لينهي الموسم في المركز الثاني ب52 نقطة. مركز ثاني في موسم بلا لقب أنهى الرجاء بطولة الموسم الماضي على نحو دراماتيكي، فبعدما كبرت آمال جمهوره في إحراز اللقب بعد مرحلة الفراغ التي دخلها فريقا الوداد والدفاع الجديدي، فإن الفريق افتقد السرعة النهائية، لذلك أهدر نقاطا غاليا في الجولات الأخيرة، فقد تعادل بميدانه أمام اتحاد الخميسات بهدف لمثله، وخسر أمام أولمبيك خريبكة بهدفين لصفر، قبل أن يواصل مسلسل التراجع في الجولة الأخيرة بهزيمة قاسية أمام الجيش جعلت آمال الحصول على اللقب تسقط في الماء. لم يسقط الرجاء في منافسات البطولة الوطنية فقط، بل سقط أيضا في كأس شمال إفريقيا وعصبة الأبطال الإفريقية، اللتين خرج منهما خاوي الوفاض. ففي البطولة الأولى خرج الفريق من الدور الأول أمام وفاق سطيف الجزائري، إذ تعادل معه ذهابا بهدف لمثله، ثم خسر إيابا في سطيف بهدفين لصفر. أما في عصبة الأبطال، فبعدما تجاوز الرجاء عقبة الدور التمهيدي أمام فيلو ستارز الغيني بتفوقه عليه ذهابا في كوناكري بثلاثة أهداف لواحد، وتعادله إيابا بالبيضاء بهدف لمثله، فإن مشوار الرجاء سيتوقف في الدور الأول أمام بيترو أتلتيكو الأنغولي بعد تعادل بهدف لمثله بالبيضاء وخسارة في الإياب بهدف لصفر، لتنتهي المغامرة الإفريقية مبكرا. وإذا كان عدد من الرجاويين أبدوا رغبتهم في الحصول على لقب البطولة، فإن كثيرين لا يترددون في التأكيد أن سبب عدم قدرة الفريق على الاحتفاظ باللقب، هو عدم قيام الفريق بانتدابات لافتة، باستثناء التعاقد مع لاعب شباب المحمدية طارق طنيبر ولاعب أولمبيك خريبكة بقلال والإيفواري كوكو. لذلك لم تتردد جمعيات مساندة للرجاء، في انتقاد ما اعتبرته سياسة تقشفية ظل المكتب المسير ينهجها على حساب تقوية تشكيلة الفريق الذي وجد نفسه ملزما باللعب على عدة واجهات، دون أن يتوفر على سلاح بشري يخوض به منافسات بدت حارقة. تسيب في الرجاء لم يكن خروج الرجاء خاوي الوفاض نقطة السواد الوحيدة في بطولة هذا الموسم، وإنما أيضا حالات التسيب التي عرفها الفريق، والتي كان أبطالها بعض لاعبي الفريق. ففي مباراة إياب الدور الأول لعصبة الأبطال الإفريقية، اعتدى متولي والزروالي وبلمعلم على حكم المباراة بعد نهاية المباراة. تناقلت مختلف وسائل الإعلام، صور الاعتداء، وتم عرض الملف على اللجنة التأديبية للكاف التي أوقفت الزروالي لسنة ومتولي وبلمعلم لستة أشهر. لكن المثير أن إدارة الرجاء لم تتخذ أي قرار في حق لاعبيها، وفضلت الاحتفاظ بهم ليواصل الفريق تنافسه على اللقب في انتظار إعلان الكاف عن عقوباته. جمع ساخن يبدو الجمع العام الذي سيعقده فريق الرجاء في رابع يونيو المقبل ساخنا خصوصا أن ثلاثة مرشحين أبدوا رغبتهم في دخول سباق التنافس على الرئاسة، وهم محمد بودريقة وعبد السلام حنات وسعيد حسبان، ورغم أن عددا من رؤساء الرجاء السابقين أبدوا دعمهم لحنات، فإن التنافس مازال مفتوحا، خصوصا مع إعلان بودريقة تمسكه باللجوء إلى صندوق الاقتراع، لانتخاب الرئيس المقبل للرجاء.