يتجه عثمان بنجلون، رئيس مجموعة "فينانس كوم" إلى تفويت حصة من رأسمال "ميديتل" الفاعل الاتصالاتي الثاني في المغرب، إذ من المنتظر أن يوقع خلال الشهر الجاري عقد بيع 45 في المائة من رأسمال الشركة إلى مجموعة "اتصالات" الإماراتية، في صفقة قد تتجاوز قيمتها، حسب مصادر مطلعة، 600 مليون أورو، الأمر الذي سيمكن مجموعتي "صندوق الإيداع والتدبير" و"فينانس كوم"، المساهمين الرئيسيين في رأسمال الشركة، من تحقيق مردودية كبيرة مقارنة مع قيمة الصفقة التي اقتنيا بموجبها حصتي البرتغال والإسبان والبالغة قيمتها 800 مليون أورو. مسؤول التواصل بالشركة المغربية، حسن بوشاشية، أكد في اتصال مع "أخبار اليوم"، "أنه لا وجود لأي أنباء حول صفقة بيع اقتناء جزء من رأسمال "ميديتيل" من طرف اتصالات الإماراتية"، لكن الأكيد، تضيف مصادر مطلعة، أن الشركة الإماراتية سعت إلى اقتناء حصة 51 في المائة من رأسمال "ميديتل"، لكنها حصلت في الأخير على نسبة أقل وكسبت سباقها التنافسي مع مجموعة من الشركات من قبيل "كيوتل" القطرية، و"باتلكو" البحرينية ومجموعة "سعودي أوجيه" للاتصالات السعودية، على حصة في رأسمال "ميديتل" من أجل بدء توسعها في منطقة شمال إفريقيا. الصفقة عند إتمامها، ستأتي لتفعل تصريحات عثمان بنجلون وأنس العلمي، المدير العام لمجموعة صندوق الإيداع والتدبير، عقب إتمامهما عملية الاستحواذ على حصة البرتغاليين والإسبان في الشركة، والتي أبديا من خلالها استعدادهما لبيع حصة مباشرة إلى شركة اتصالات وإدراج أسهم في البورصة، بهدف جلب مستثمر استراتيجي، شريطة أن يحمل قيمة مضافة على المستويين المالي والتكنولوجي، كمساهم في مواجهة المنافسة المحتدمة داخل قطاع الاتصالات. وسترفع اتصالات الإماراتية بموجب عملية الاستحواذ، عدد الأسواق التي تتواجد بها إلى 19 بلدا حول العالم، وستمولها، إلى جانب الاستحواذات الأخرى التي تنوي إنهاءها خلال السنة الجارية بكل من الجزائر والعراق وأندونيسيا وباكستان، من الاحتياطيات النقدية للشركة، التي لا تسعى للاقتراض. من جانبه، أكد علي الأحمد، مدير استراتيجيات التسويق الخارجي في مؤسسة الإمارات للاتصالات، أن المؤسسة بصدد الاستحواذ على رخصة لتشغيل الهاتف المحمول في إحدى الدول العربية قريبا، وأنها ضخت نحو 24 مليار درهم للاستثمارات الخارجية، موضحا أن هذه الاستثمارات ستتركز في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما تخطط الشركة لرفع نسبة مساهمة الأسواق الخارجية في إيراداتها العامة من 10 إلى نحو 30 في المائة، مستفيدة من جودة الأصول، وفرص النمو الواعدة في الأسواق الخارجية التي تعمل بها. وأضاف الأحمد، أن "المركز المالي الذي تتمتع به المؤسسة، يؤهلها لمواصلة النمو والتوسع والاعتماد على موارد الشركة الذاتية لتمويل المشروعات والاستحواذات الجديدة، ما يدعمها لأن تكون ضمن قائمة أكبر 10 مشغلين للاتصالات في العالم خلال السنوات القليلة المقبلة". وتترقب "اتصالات" جميع الفرص الاستثمارية المتاحة في الخارج، خصوصا في قارتي آسيا وإفريقيا، لأنهما من أهم الأسواق الواعدة، وفي هذا الصدد سجل علي الأحمد، "أن عمليات الاستحواذ الخارجية تتم بناء على دراسات مستفيضة للأسواق الجديدة المستهدفة، والأسواق الخارجية التي تعمل بها الشركة، بهدف تحقيق أقصى استفادة استثمارية من الأموال التي يتم ضخها في عمليات الاستحواذ". للإشارة، استثمرت "اتصالات" الإماراتية خلال 2009 نحو 24 مليار درهم، وتجاوز عدد المشتركين في شبكاتها حول العالم إلى 100 مليون مشترك خلال السنة ذاتها رغم ضغوط الأزمة المالية، في حين وصل عدد زبناء "ميديتل" إلى 10 ملايين مشترك في خدمات الهاتف المحمول والإنترنت والهاتف الثابت، ووصلت إيراداتها خلال السنة الماضية إلى 5 مليارات درهم، فيما بلغت أرباحها الصافية 500 مليون درهم، في حين وضعت خطة استثمارية خلال الفترة الممتدة بين 2008 و2009 بقيمة 4 مليارات درهم لتعزيز خدماتها وبناها التحتية.