بعد عدة محاولات للوصول الى المنطقة المنكوبة ،كان أولها يوم الخميس الماضي، قام، وفد من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بفرع انزكان -أيت ملول، بزيارة تفقدية للدواويرالمنكوبة من جراء الفيضانات الأخيرة بجماعة أولاد دحو وذلك يوم الاثنين 22فبراير2010 على الساعة الثامنة والنصف صباحا . وقد وقف مناضلو الجمعية على جسامة الأضرار التي لحقت بالسكان وممتلكاتهم ووثقوا لذلك بالصور و الاستجوابات مع المتضررين. فالسيول الجارفة المنقطعة اللنظيرجرفت البيوت الطينية البسيطة وأتلفت المحاصيل الزراعية ومدخرات الحبوب ورؤوس الأغنام وطمرت الأبار وقطعت الطريق: الشريان الوحيد الذي يربط هذه الدواوير بالعالم الخارجي .مما أدى الى تشريد عدد كبير من العائلات والأسر،منها من لجأ الى ألأقارب في الدواوير المجاورة ومنها من بقي يعش لليوم الرابع، بدون أدنى مقومات الحياة،يتضور جوعا وعطشا بين البرك الضحلة والأوحال وأنقاض المنازل التي أصبحت في" خبر كان " وحتى البيوت التي نجت من الانهيار ملأها الطين والوحل و لم نر عند هؤلاء المواطنين البسطاء اية إمكانيات لإعادة تأهيلها. إن الدواوير التي تمكن وفد الجمعية من زيارتها وعاين حجم المأساة فيها هي :"دوار العرب" و"دوار علي بن هدي"و"دوار أولادعلي" ففي هذه الدواوير : *امتلأت الممرات بالوحل والطين مما يجعل التنقل شبه مستحيل إذ يستلزم الأمر الاستعانة بعكازه وأحدية خاصة . *تعطلت البئرالتي تزودالسكان بالماء الشروب وتلوثت مياهها جراء اختلاطها بمياه"مطمورات الصرف الصحي ". *أنهار ما يزيد عن ثمانين منزلا.أما المنازل الباقية أغلبها آيلة للسقوط أو محتلة بالأوحال. * شح في الأطعمة والأغدية إن لم نقل إنعدامها وحتى المساعدات التي تلقاها السكان من المسئولين ومن بعض المتطوعين لاتسد حاجياتهم . * انجراف الطريق المعبدة وانقطاع التيار الكهربائي زاد من معاناة السكان و عزلتهم . *المستوصف مهجور وأكوام الطين الثقيل تستقبلك بمدخله بلافتة كتب عليها أوقات العمل من 8h30 صباحا الى 12h زوالا . *المدرسة مهجورة وساحتها تحولت إلى بركة مائية .وكتب التلاميذ وكراساتهم ذهبت مع السيول أو طمرت تحت الردم *أطفال ونساء مصدومون بهول الكارثة ،يستيقظون مفزوعين ليلا ويحتاجون الى رعاية خاصة . * مرضى لايستطعون التنقل في غياب أية وسيلة للنقل. وما يزيد الوضع تفاقما هو الإحباط واليأس الذي أصاب الساكنة من جراء التهميش و اللامبالاة من قبل المسئولين إذ اقتصر تدخلهم على إنقاذ بعض الضحايا بواسطة طائرة هيليكوبتر يوم الكارتة وتوزيع بعض الزيت والسكر والأرز يقول أحد المتضررين انه كلفه شراء لترين من الماء ب7 دراهم للتر لكي يطهو قليلا منه لأطفاله الجوعى. ويصرح السكان بأن ما اصابهم من فياضان لايعود فقط لغضب الطبيعة وغزارة الأمطاروإنما بسبب نشاط صناعي، في مناطق بعيدة عنهم "بايت بها"، ادى الى تحويل مجرى الوادي نحوهم وبالتالي إغراقهم . ويؤكدون أنهم استقروا في هذا المكان منذ القديم ولم يختبروا مثل هذه الكارثة .وللتأكد من صحة هذا التصريح عمد أعضاء الوفد الى التنسيق مع رفاقهم بفرع الجمعية بإقليم" اشتوكة أيت بها" للتحقيق في الأمر . وقد أعرب السكان عن غضبهم الشديد تجاه التهميش الذي تعرضوا له من قبل الجهات المسئولة وأعربوا كذلك عن استعدادهم لخوض أشكال نضالية من أجل إسماع صوتهم وفك العزلة عنهم ،ومن أجل إنصافهم في حالة تأكد هدا الخرق في حقهم وفي حق البيئةويطالبون *بإيفاد وحدات طبية في عين المكان لاسعافهم ورعايتهم . *بتوفير خيام لإيواء العائلات المشردة جراء فقدان منازلها . *بتزويدهم بالماء الشروب. ،والجمعية المغربية لحقوق الإنسان بأيت ملول إذ تعلن تضامنها مع هؤلاء المواطنين "المنكوبين"وتؤازرهم في محنتهم، تدعو كافة مناضليها وكافة الغيورين و المدافعين عن حقوق الإنسان إلى تأسيس لجنة للدعم والتضامن مع السكان المتضررين بمنطقة أولاد دحو"