تعرضت من جديد مدينة سيدي سليمان وضواحيها ومنطقة الغرب عموما لفيضانات مهولة على غرار السنة المنصرمة، إذ اجتاحت مياه الفيضانات أحياء خريبكة والوركة وأولاد زيد وأولاد الغازي وأولاد مالك، وعدد كبير من القرى مثل قرية الرزاكلة، والقليعة، وبحارة سبو، والعروسيي، والسوالم، وأولاد بوثابت، والعزابة، والكبارة، والقليعة، والتعاونية الحاكمية، والصمابرة، وأولاد عقبة، وأولاد الكزولي، وسيدي عبد العزيز... وقد ظلت أغلبها محاصرة ثلاثة أيام في غياب أي مساعدة. مما أدى إلى تكرار نفس المأساة المترتبة عن ذلك؛ كاضطرار السكان إلى ترك منازلهم، وانتشار حالات الفزع والخوف، وتهدم البيوت وضياع الممتلكات.. وقد تفاقمت الأوضاع أكثر جراء انعدام إسعاف المتضررين ومساعدتهم أو التأخر في ذلك. ومن جانبه، سجل المكتب المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان عدم تحمل الدولة بمختلف أجهزتها لمسؤوليتها في الحماية وتوفير الأمان والسلامة للمواطنين، لتجنب مخلفات فيضانات السنة الماضية بالرغم من كل المراسلات التي بعثها الفرع لمختلف الجهات المعنية. كما سجل في بيان له توصلت التجديد بنسخة منه ما وصفها بعدم تأهيل البنية التحتية المتخربة وتوسيعها، وعدم تنفيذ الإجراءات المبرمجة سابقا، والتي ظلت حبرا على ورق. وأدان المكتب مواصلة إهمال المنطقة وتهميشها، مطالبا بتحمل الدولة مسؤوليتها كاملة في حماية وإغاثة ضحايا الفيضانات، وإيجاد حلول عملية وفعالة لتفادي تكرار الكارثة مستقبلا. وإعلان الغرب منطقة منكوبة، واتخاذ الإجراءات اللازمة ضمن ذلك. والإسراع بإغاثة المنكوبين وتوفير التغذية لهم، وكذلك الرعاية الصحية والدعم النفسي، وضمان تمدرس التلاميذ، وتوفير العلف للمواشي. والتعويض المناسب عن الخسائر في المساكن والمزروعات والمواشي. والقطع مع ما اعتبره أساليب الزبونية والمحسوبية التي شابت هذه العملية أثناء فيضانات السنة الماضية، ومحاسبة المسؤولين المخلين بالواجب. وفي موضوع متصل، نظمت ساكنة أيت ملول المتضررة من الأمطار الغزيرة الأخيرة وقفة احتجاجية للمطالبة بالتدخل لإيجاد حل للساكنة المتضررة، وتوفير سكن لائق، لاسيما بعد سقوط عدد من المنازل الطينية وتعرض الساكنة للتشرد. وكان أغلب ساكنة درب القصبة وحي أسايس أزرو ومنطقة تمرسيط ومنطقة أيت أجرار وتمزارت قد عاشت ليالي مرعبة بعد محاصرة المياه منازلها، بعد أن وصلت إلى منسوب صبيب قياسي فاق كل التوقعات، ولم تشهد له المنطقة مثيلا، مما أدى إلى إتلاف معظم محتويات المنازل. وفي السياق ذاته، تم العثور يوم الجمعة 19 فبراير2010 حوالي الساعة الثانية بعد الزوال بالوادي الذي يمر وسط مركز بني فراسن إقليمتازة، على جثة رجل غارق لفظه الوادي بالجانب على مستوى القنطرة. وحسب شهود عيان فإن مياه الوادي جرفت هذا الرجل عند منطقة زروال عندما كان ينتظر أحد أقاربه ليساعده على حمل قنينات زيت الزيتون، فقد حضر من مدينة الدارالبيضاء ليبتاع شيئا من زيت الزيتون. وحسب نفس المصدر فإن الغريق بقي بمياه الوادي منذ يوم الخميس زوالا إلى يوم الجمعة عند الساعة الثانية بعد الزوال، إذ بقي عند القنطرة بمقربة إعدادية بني فراسن على مرآى من السكان والمارة إلى حين حضور الدرك الملكي حوالي الساعة الرابعة زوالا، وتم انتشال الجثة بمساعدة المواطنين. يشار إلى أن الأمطار الأخيرة التي همت مناطق عديدة طيلة الأسبوع الماضي، خلفت حوالي 51 قتيلا بكل من جهة سوس وتازة وخنيفرة وبني ملال. كما تسببت في إلحاق أضرارا كارثية بالطرق والقناطر والبنية التحتية والأراضي الفلاحية، ناهيك عن الممتلكات.