شهدت مدينتي إنزكان والدشيرة اليوم تنظيم الكرنفال المشترك لبيلماون بودماون، الذي نظمته فعاليات المجتمع المدني بالمدينتين بتنسيق مع عمالة إنزكان أيت ملول. وقد خرج الآلاف من المواطنين للإحتفال ومشاهدة مرور مواكب للمشاركين بأزياء التنكر التي تختلف من مشارك إلى آخر. وقد قدرت مصادر من لجنة التنظيم أعداد المشاركين في مواكب الإستعراض بقرابة 1500 متنكر، وقدرت عدد الحضور لمشاهدة الإحتفال بأزيد من عشرين ألف شخص. وقد تميز الكرنفال بالتنظيم المحكم، وبحضور أمني مكثف، خصوصا وأنه تم الإعداد مسبقا لهذا الحدث، وتم إنشاء لجنة إقليمية لذلك تمت مراعاة تمثيلية المجتمع المدني فيها، واحترم في تحديد اختصاصاتها وتوزيع المهام داخلها، مبدأ التخصص والإلمام والتجربة. كرنفال اليوم، الذي شبهه الكثيرون بالبدايات الأولى لكرنفال ريو ديجانيرو المشهور عالميا، عرف تقديم لوحات فنية رائعة، حولت الكيلوميترات التي قطعها إلى مسرح مفتوح يتفاعل فيه الممثلون بالجمهور بتلقائية أسعدت الجميع. بيلماون بودماون، لهذه السنة أطال في عمر فرحة العيد لذى ساكنة إنزكان والدشيرة، كما كان مناسبة للشباب المشارك للتعبير عن هويته الأمازيغية، سواء من خلال رفع الأعلام الأمازيغية أو ترديد شعار إيمازيغن ... إيمازيغن. هذا الزواج الكاتوليكي بين بيلماون والقضية الأمازيغية يعود فيه الفضل إلى منظمة تاماينوت على الخصوص حسب الكثير من المشاركين، علما بأنها صمدت لسنوات أمام كل الدسائس لقتل هذا الإحتفال الشعبي الراسخ في ذاكرة سكان شمال إفريقيا، منذ قرون عديدة. وفي لقاء مع السيد محمد المخ نائب رئيس اللجنة الإقليمية لكرنفال بيلماون بودماون.، أكد بأن نجاح كرنفال هذا اليوم، فاق كل التوقعات، وأضاف بأن هذا النجاح رد بالواضح وليس بالمرموز على كل تلك الأصوات التي استهدفت بيلماون سواء من منطلق الخلفيات الدينية المتزمتة أو من منطلق الخلفيات العنصرية. السيد محمد المخ أضاف أيضا بأن موقف السلطات هذا العام تطور كثيرا، حيث انتقل من محاولات المنع الذي انتهجته في التسعينات إلى التعاون المحتشم في السنوات الأخيرة، ثم التعاون البناء هذا العام. هذا ولم يفت السيد المخ التذكير بأن الكثير من العمل ينتظر كل التنظيمات والفعاليات المؤمنة بالأدوار الإجتماعية والنفسية والثقافية والتنموية لبيلماون، مؤكدا على أن تقييم التجربة المتميزة لهذه السنة مدخل أساسي للوصول إلى الأهداف المرجوة من بيلماون بودماون. ويجدر التذكير إلى أن أربع جمعيات بإنزكان منها منظمة تاماينوت فرع إنزكان وجمعية مهرجان بيلماون قد سبق لها ان أصدرت، بداية هذا الأسبوع، بيانا تنديديا، نددت فيه بالهجمة الشرسة لبعض أئمة المساجد وبعض الصحف الإلكترونية على مهرجان بيلماون، ونشرت حوله الكثير من المغالطات. وبنجاح كرنفال اليوم، تكون ساكنة إنزكان والدشيرة قد ردت بدورها على المتربصين ببيلماون بطريقة حضارية انتبه إليها كل المتتبعين.