أكثر من سنة كانت العصابة التي تنتحل صفة الشرطة وتنصب حواحز أمنية وهمية بعدة مدن مغربية, تعمل قبل الوقوع في يد عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية, حسب طلب مسبق من أحد الزبناء المفترضين يرغب في شراء سيارة فارهة بثمن زهيد: «عمليات البيع كانت تتم بدون اكتتاب كما أن الثمن الذي يدفعه هؤلاء الزبناء الخاصون يظهر تورطهم لأنه حتى لو افترضنا حسن نيتهم في تقديم ثمن 15 مليون سنتيم مثلا في سيارة يبلغ ثمنها الحقيقي 140 مليونا فكيف يتم هذا البيع دون تسجيل» يقول أحد المصادر الأمنية التي تحقق مع أفراد الشبكة الإجرامية التي تم تفكيكها الأربعاء الماضي. التحقيقات التي ما زالت جارية لحد الآن من قبل عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالرباط, سلا والخميسات, توصلت إلى كون الرأس المدبرة للعصابة كانت تتميز بالدهاء حيث لم تكن تشتغل إلا على فترات متباعدة نوعا ما لإبعاد الشبهات عن أفرادها رغم أنهم من أصحاب السوابق في سرقات السيارات. لكن هذه المرة, اهتدى أفراد العصابة إلى خطة تبعدهم عن أعين الشرطة خصوصا أن أحدهم كان موضوع بحث على المستوى الوطني من قبل عدة أجهزة أمنية بتهم السرقة الموصوفة. تفرق أفراد العصابة على عدة مدن مغربية جعل الصدفة تلعب دورا كبيرا إلى جانب جهود عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية, في الإيقاع بالأحد عشر فردا مع عدم استبعاد تواجد امتدادات أخرى للشبكة الإجرامية, كما تؤكد نفس المصادر. أول خيط بدأت به الشرطة تفكيك الشبكة كان التوجه إلى أحد المنازل بالرباط وتفتيشه لتتوالى بعد ذلك الاعترافات وسقوط باقي عناصر العصابة جلهم من مكناس وفاس وتيفلت. على أن بداية اشتغال العصابة على سرقة السيارات لم تصل إلى التطور الذي وصلته قبيل وقوعها في يد الشرطة: «في البداية كانوا يقومون بتعقب السيارة المستهدفة بالسرقة ويقومون بالاستيلاء عليها عنوة» تشرح المصادر الأمنية. لكن مع تطور أعمالها الإجرامية, عمد أفراد العصابة على الاهتداء إلى العمل على نصب حواجز أمنية في المدارات الطرقية غير المزدحمة والانتقال بسرقاتهم إلى السيارات الفارهة حصريا. «كانوا يقدمون أنفسهم لأصحاب السيارات بطريقة محبوكة جدا بارتدائهم لصدريات كتب عليها الشرطة. مصطفى بوركبة