لم يمر آخر يوم في الأسبوع مغايرا للآحاد السابقة في حياة قاطني «كاريان الرحامنة» بسيدي مومن. ففي نفس المكان الذي هو مدار إقامة العلاء، كان الموعد المعتاد للعشرات من الأسر، التي غادرت براريكها البئسية مساء الأحد الماضي من أجل تنظيم مسيرة احتجاجية عبر شارع الحسين السوسي، رافعة بالصوت والصورة مطلبها الأساسي، المتعلق بالاستفادة من إعادة الإسكان. على مدار أربع ساعات، تحركت حشود من قاطني «كاريان الرحامنة» بنسائها ورجالها وشبابها وأطفالها، حيث احتلت أجسادها المتشابكة في طابور طويل شارع الحسين السوسي، مما شل حركة السير بهذه الطريق الرئيسية لمدة طويلة. فقد كانت الوجهة هذه المرة هي المقاطعة الجماعية سيدي مومن، التي تجمهرت حولها جوقات من المحتجين، وحناجرهم لا تتوقف عن الهتاف بشعارات تطالب ب«الحق في السكن وبمحاسبة المتسببين في بيع الأراضي وتفويتها بأثمنة رمزية للوبيات العقار..». كما رفعوا فوق هاماتهم لافتات كتبت باللغة الانجليزية والفرنسية والعربية يستنكرون من خلالها تهميش ملفهم و«سياسة الحكرة التي تنهجها الجهات المعنية في حقهم، ودعوا عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي إلى تحمل كامل مسؤولياتها...». وقد صادف وصول مسيرة المحتجين إلى مقر مقاطعة سيدي مومن، تنظيم مهرجان فني وثقافي لإحدى التحالفات الجمعوية، حيث اضطر المنظمون لهذا النشاط إزالة اللافتات بسرعة، تفاديا للاحتكاك مع الحشود الغاضبة، التي بمجرد تجمعها أمام المدخل الرئيسي للمقاطعة، حتى انطلقت في ترديد شعارات نارية ضد النائب الأول لعمدة الدارالبيضاء ورئيس مقاطعة سيدي مومن وممثلها البرلماني أحمد ابريجة. في الوقت الذي كانت فيه مختلف الأجهزة الأمنية تتخذ موقف الحياد وترقب الوضع عن قرب إلى أن انتهت الوقفة بسلام على مشارف مغيب الشمس، حيث تفرق الجميع على أمل تنظيم مسيرة أخرى الأسبوع القادم إلى أن تتحقق المطالب