بدل أن تكون أيام الآحاد فرصة للراحة أو التنزه، أصبحت كل نهاية الأسبوع بالنسبة لقاطني «كاريان الرحامنة» بسيدي مومن موعدا قارا زمانا ومكانا لتنظيم وقفات احتجاجية واعتصامات في الشارع العام ومسيرات حاشدة صوب مقرات السلطات المحلية أو الترابية. الأحد الماضي لم يخرج عن هذه القاعدة، حيث لملمت العشرات من الأسر أفرادها وغادرت براريكها في حدود الساعة الرابعة زولا للتجمع بنسائها ورجالها وأطفالها حول مدار إقامة اليقين بشارع الحسين السوسي. في هذا المكان المعتاد على صخب المحتجين، اعتصم المئات من أبناء «كاريان الرحامنة» لمدة ساعتين، دون أن تبح حناجرهم عن الهتاف بالشعارات أو تكل أدرعهم عن رفع اللافتات والرايات والمجسمات، التي كانت في مجملها تعبر عن مطالبهم ب«تسريع عملية إعادة الهيكلة، عبر وضع جدول زمني لها..»، بالإضافة إلى إعلان رفضهم المطلق لما يصطلح عليه ب«لجنة الحكماء» التي يعتبرونها «صنيعة السلطة، وأنها وسيلة في يد أناس انتهازيين لا يمثلون السكان، بل يستغلون مآسيهم في ربط علاقة ود ومصلحة مع السلطات المحلية بمقاطعة سيدي مومن وعمالة البرنوصي..». كما حمل المحتجون نعش رمزي كتب عليه «اسم المرحومة لجنة الحكماء، تاريخ الوفاة 23 فبراير»، وذلك تأريخا للوقفة الاحتجاجية، التي نظموها أمام مقاطعة سيدي مومن، حيث تعرض أحد النشطاء الحقوقيين والمصورين الصحفيين من أبناء الحي الصفيحي لاعتداء بالضرب، استدعى نقله إلى قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس. تجدر الإشارة إلى أن ملف السكن بعمالة البرنوصي أصبح منذ أسابيع على صفيح ساخن، حيث لا يكاد يمر يوم دون أن تنظم وقفات ومسيرات احتجاجية للمطالبة بالحق في السكن اللائق، حيث من المنتظر أن تخرج ساكنة كاريانات أخرى بسيدي مومن للاحتجاج، من ضمنها وقفة لقاطني كاريان طوما يوم غد الأربعاء.