نظمت مجموعة من سكان كريان الرحامنة بسيدي مومن بالدار البيضاء، الأحد الماضي، مسيرة جابت معظم أزقة الكاريان الضيقة، من أجل المطالبة بالحق في السكن وتطبيق الفصل 31 من الدستور الجديد. ووصلت المسيرة إلى ساحة إقامة اليقين بشارع الحسين السوسي حيث نظمت هناك وقفة احتجاجية، ردد خلالها المحتجون شعارات مطالبة بتسريع عملية إعادة الهيكلة ووضع جدول زمني لها. وأكدت مصادر مطلعة أن العديد من المشاكل طفت على السطح بخصوص ملف السكن بالمنطقة نتيجة ما وصفته المصادر نفسها ب«غياب المحاسبة» في تفريخ البراريك، وتكليف لجنة أطلق عليها لجنة الحكماء مما تسبب في صراعات داخلية، بحكم أنها، حسب تصريح المصادر نفسها «تخدم أجندة خاصة» هدفها تجميد الحركة الاحتجاجية للسكان في حقهم بالمطالبة بسكن لائق بعد سنوات من المعاناة وسط أسقف قصديرية. وتجدر الإشارة إلى أن سيدي مومن تتشكل أحياؤه من مجموعة من الدواوير والدور الصفيحية التي تؤوي آلاف الفقراء، كما تشكل وتمثل منبتا خصبا للجريمة والدعارة وتجارة المخدرات، حسب الجهات نفسها، وأنها ظلت منسية تماما لعقود طويلة. وأكد بعض السكان أن أجيالا كثيرة ولدت وترعرعت في هذه الأحياء، وتزوجت هي الأخرى وولدت أجيالا أخرى، ومازالت تقضي حياتها وسط منازل عشوائية تفتقر إلى أبسط شروط الحياة الشيء الذي نفد معه صبر هذه الفئة، حتى أصبحت كاريانات الرحامنة وطوما والسكويلة مرورا بكريان زرابة وغيره تمثل مدينة قائمة الذات لأنها تشكل تجمعا سكنيا كبيرا ينتج ثقافة الإحساس بالمهانة والإقصاء و«الحكرة» والعيش على هامش المواطنة، خاصة أن هذه الأحياء «تغرق» في الأوحال والأزبال، كما أن سكانها يتعايشون إلى جانب الحيوانات من أبقار وأغنام وحمير وكلاب و.. كل شيء يوحي بأن هذه الطبقة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة والعيش الكريم، فهناك من يتكدس في حيز ضيق أثناء النوم، وعلى الرغم من أن هذه المنازل صفيحية وليست ذات قيمة جمالية ولا تصون كرامة الإنسان فإن بعض الأسر تتكدس في غرف قد لا تزيد عن المتر أو المتر والنصف، بل منهم من يتناوبون على النوم بها حسب توقيت زمني محدد يتحكم فيه عمل كل واحد منهم أو مواعيد الدراسة بالنسبة إلى الطلبة والتلاميذ. وهناك مجموعة من الشباب ليس لهم سوى السهر ليلا والخلود إلى النوم نهارا داخل هذه الأحياء التي تتفاقم فيها مختلف المشاكل بسبب اختلالات في الأمن بالنظر إلى اتساع هذه النقط العشوائية الصفيحية، التي أصبحت تمتد على نطاق واسع بمنطقة سيدي مومن مع ما يدور بداخلها من ترويج للمخدرات وتنامي ظاهرة الاعتداء وغيرها.