برنامج بالدار البيضاء بدون صفيح على "صفيح ساخن" وجد أحمد ابريجة النائب الأول لعمدة الدار البيضاء محمد ساجد نفسه، في فوهة المدفع بعدما تواصلت الاحتجاجات ضده من طرف سكان الدور الصفيحية بمقاطعة سيدي مومن كان آخرها تلك الوقفة التي نظمت أمام مقر المقاطعة يوم الأربعاء الماضي شارك فيها ما يزيد عن 1500 من سكان دوار فكيك، دوار بيطرا، دوار العربي بن امسيك، دوار ابويه، كريان طوما، كريان الرحامنة، وهي الأحياء الصفيحية الموجودة بسيدي مومن. وندد المتظاهرون خلال هذه الوقفة مسنودين بعدد من الهيئات الحقوقية والجمعوية والسياسية ب"سياسة الإقصاء واللامبالاة التي تتهجها الحكومة والمنتخبون على حد سواء فيما يخص السكن، وكذا التهميش والحكرة اللذان تعاني منهما هده الفئات"• ووجه المحتجون جزءا هاما من شعاراتهم إلى رئيس مقاطعة سيدي مومن، أحمد بريجة، الذي يشغل أيضا منصب نائب أول لعمدة الدارالبيضاء، واتهمه المتظاهرون ب"تحويل السكن الصفيحي بالمقاطعة إلى خزان للأصوات خلال الانتخابات"، ومحاولة "نسف الحركة الاحتجاجية المطالبة بالحق في السكن في المنطقة"، بعدما تبين للمعنيين بالأمر أن بريجة يباشر حوارات من موقعه كنائب أول لعمدة المدينة، مع جهات أخرى ومع هيئات غير ممثلة بسكان سيدي مومن القديم وطوما والرحامنة وغيرها من الأحياء الهامشية المتواجدة على تراب عمالتي البرنوصي وعين السبع الحي المحمدي. ويطالب المتظاهرون ب"تسريع عملية إعادة الهيكلة لساكنة هذه الأحياء لضمان كرامتهم الإنسانية وإيقاف الهدم ومسطرة الإفراغ من دون تعويض التي تنهجها الشركة المفوضة وبعض المضاربين العقاريين"• كما يطالبون باستفادة العائلات المركبة (ذات الأسر المتعددة في سكن واحد) وفتح تحقيق في التلاعبات التي شابت بعض ملفات الاستفادة وكذا ملفات تفريخ "البراريك"، وكذا تمكين ساكنة سيدي مومن القديم من بقع أرضية عوض شقق لا تلبي حاجياتهم. ويأمل السكان من أن تتخذ السلطات إجراءات سريعة بعد زيارة الملك مثلما حدث في مناطق أخرى بالدارالبيضاء، خصوصا بعدما أدى جلالة الملك محمد السادس صلاة الجمعة الفائتة بمسجد الفتح بسيدي مومن بعد يوم واحد من آخر احتجاج بالمقاطعة، وما ينطوي عليه ذلك من رسائل ودلالات. إذ في سياق مشابه، سارعت السلطات المحلية بدار بوعزة التابعة لإقليم النواصر بجهة الدار البيضاء، إلى إعادة إيواء قاطني دوار "السيلبات" بمشروع الرحمة السكني. وربطت أكثر من مصدر بين تحرك السلطة في هذا الوقت، و"غضبة ملكية" بسبب تأخر برامج جعل الدار البيضاء مدينة بدون صفيح متم السنة الجارية. ويوجد بالدار البيضاء 450 مدينة صفيح يعود بعضها إلى مطلع القرن الماضي. ويقيم بمدن الصفيح 98 ألف أسرة تضم حوالي 500 ألف شخص أي 12% من سكان الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية والتجارية للمملكة و38% من إجمالي سكان مدن الصفيح في البلاد. وجاء غالبية الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم في 11 و14 أبريل 2007 وكذلك منفذي اعتداءات 16 ماي 2003 من دوار السكويلة وهو واحد من أكبر مدن الصفيح في الدار البيضاء. وكان جلالة الملك محمد السادس قد أطلق في شتنبر 2005 برنامجا لإزالة مدن الصفيح في الدار البيضاء بحلول 2010 في اطار "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية"• ويوجد أكبر تجمع لمدن الصفيح في منطقة سيدي مومن حيث يقع حي سكويلة (6400 أسرة) ودوار طوما (4 آلاف أسرة) ورحامنة وزرابا (200 أسرة في كل منهما).