يخوض سكان مجموعة من الأحياء الصفيحية في مقاطعة سيدي مومن (السكويلة، طوما..) وقفة احتجاجية، نهاية الأسبوع الجاري، أمام ولاية الدارالبيضاء، تنديدا بما أسماه عدد من السكان «التماطل» في عمليات الاستفادة والاختلالات التي تحول دون ذلك. كما اعتبروا أن الوقفة هي صرخة مدوية من المتضررين للمطالبة بتشكيل لجنة محايدة وفتح تحقيق عاجل في هذه الاختلالات التي حالت دون استفادة أسر ذات أسبقية في الاستفادة وفسحت المجال أمام آخرين لا علاقة لهم بالأحياء الصفيحية ولم يسبق لهم أن تجرعوا مرارة العيش داخل أكواخ قصديرية لسنوات طويلة، كما هو حال الكثيرين من سكان الأحياء الصفيحية الذين حُِرموا في النهاية من الاستفادة من سكن لائق يبعث فيهم الإحساس بإنسانيتهم. وأكد أعضاء من لجنة متابعة ملف السكن في البيضاء أنهم وقفوا بأنفسهم على استفادة عدد كبير من الأشخاص رغم أنهم يستقرون خارج هذه الأحياء، بالإضافة إلى استفادة أعوان سلطة وأقاربهم الذين لم يسبق لهم أن قطنوا بدور الصفيح، كما يوجد من بين المستفيدين رجال أمن وزوجات بعض الشيوخ، بالإضافة إلى استفادة بعض السجناء، ومن بين هؤلاء من تمكن من الاستفادة لتسع مرات هم وعائلاتهم... بل إن من هؤلاء المستفيدين من يقيم بالديار الأوربية !... في الوقت الذي تم التغاضي عن مطالب السكان الأصليين الذين تم تبرير إقصائهم بذريعة العائلات المركبة، تضيف المصادر نفسها، علما بأنها صاحبة حق، بحكم أنها الشريحة التي يستهدفها مشروع إعادة الإسكان وليس عائلات أخرى تتمتع بسكن لائق. وأضافت المصادر نفسها أن الإفراغ يتهدد العديد من العائلات، اليوم، رغم أنه سبق أن تم الاتفاق بين رئيس المقاطعة، أحمد بريجة، ولجنة متابعة ملف السكن وبحضور بعض ممثلي السكان على أنه سيتم وقف عمليات الإفراغ، وهو ما لم يتم الالتزام به، حيث ما زال شبح الإفراغ إلى حد الآن يتهدد العديد من الأسر التي سيكون مصيرها الشارع، في ظل إقصائها من عملية الاستفادة من مشروع إعادة الإسكان، حيث ما زالت الأسر تتوصل إلى حد الآن باستدعاءات تفيد بأنهم يترامون على أملاك الغير، في حين أن هذا القول، تضيف المصادر نفسها، يجب أن ينسحب على جميع سكان أحياء الصفيح، حتى الذين استفادوا من المشروع، لأنهم كانوا في مثل وضعية هؤلاء السكان الذين ينتظرهم الآن مصير مجهول. وأكد المتضررون أنفسهم أن الوقفة الاحتجاجية التي ستنظَّم نهاية الأسبوع هي قطرة من سيل من الاحتجاجات التي ستستمر طيلة شهر رمضان بعد الإفطار أمام مقر ولاية الدارالبيضاء وفي مختلف العمالات التي لها نصيبها من سكان الصفيح. وفي الوقت الذي سبق لمسؤولين في مقاطعة سيدي مومن أن أكدوا ل»المساء» أن عملية إعادة إسكان سكان الصفيح في هذه المقاطعة تسير على نحو جيد، حيث إن حوالي 70 في المائة من السكان تم ترحيلهم، شككت المصادر نفسها في هذه النسبة وأكدت أنها قد لا تتجاوز 60 في المائة، وأن فتح تحقيق في كل هذه الحيثيات كفيل بإماطة اللثام عن حقيقة الظروف التي تجري فيها عملية إعادة الإسكان في البيضاء، خاصة في تراب سيدي مومن.