منعت سلطات عمالة البرنوصي، في البيضاء، أول أمس الخميس، وقفة احتجاجية لعدد من دواوير و«كريانات» البيضاء، والتي كان ينتظر أن تنظم أمام مقر مقاطعة سيدي مومن، كما عرفت حضورا مكثفا لعدد كبير من السكان (دوار بيطرا، دوار لفيلية، دوار لكريمات، دوار فكيك، سيدي مومن القديم، دوار السكويلة، دوار العربي بن امسيك، دوار مارية، كريان الرحامنة، وطوما..). وندد المتضررون بسلسلة الإفراغات التي شردت من خلالها عدة عائلات، ومنهم من يقبع في السجن بتهمة العصيان، كما حدث لأحد السكان الذي حكم عليه بشهرين نافذة، وعلى ابنه بشهر، بسبب رفضهما إفراغ مسكنهم الذي سكنوه لسنوات، كما سبق لشيخين مسنين أحدهما معاق ومصاب بالسكري المزمن، يسكنان في دوار «لفيلية» في أهل الغلام أن أمضيا مدة ثلاثة أشهر حبسا نافذة، واللذين مازالا مهددين بالإفراغ. وتأتي الوقفة، حسب ما صرح به عدد من السكان، بسبب عدم منح السلطات الوثائق الإدارية لعدد منهم كشهادة السكنى والاحتياج.. وأيضا من أجل المطالبة بالحق في السكن اللائق وتسريع عملية إعادة الهيكلة والاستفادة من بقع أرضية. وتميزت الوقفة بإنزال مكثف للقوات العمومية، من أجل احتواء غضب السكان، حيث رفضت السلطات منحهم التصريح كتابيا وتمت محاصرة المحتجين ومنعهم من تجاوز مساحة ضيقة بجانب مقهى أمام مقر مقاطعة سيدي مومن. ورغم محاولة رجال الأمن السيطرة على الوضع ومنع تجمع المحتجين وقيامهما بشتيتهم، فإن السكان ظلوا متشبتين بالوقفة، وبدؤوا يرددون شعارات تندد بالمنع وبضرب الحق في السكن اللائق من قبيل «الله عليك يا مغرب الحالة ما هي حالة»، و«السكنى في المراحيض والموتى في القوارب»، و«في الحقوق انسيتونا وفي الانتخابات اعرفتونا» ، و«علاش جينا واحتجينا، الحكرة كثرة اعلينا»، «يا البوليس كن على بال المشاكل بحال بحال».. كما رفع عدد منهم شعارات مكتوبة من قبيل «نعم لكسر الصمت، لا لنهب المال العام»، وتدخل ممثلو السكان في مجموعة من الدواوير الصفيحية، حيث أكدت إحدى النساء، وهي تنتمي إلى دوار «بيطرا» في «أهل الغلام»، أن هناك من يقوم بمضايقتهم وابتزازهم بشتى الطرق، وأن هناك العديد من الاختلالات في عملية الاستفادة من السكن في مشروع «السلام».