اختار العشرات من قاطني «كاريان طوما» بسيدي مومن، أن يغادوا زوال أول أمس الأربعاء براريكهم ويتوجهوا سيرا على الأقدام مقر عمالة البرنوصي للمطالبة بالحق في السكن اللائق. هؤلاء المحتجين وضعهم مختلف عن باقي قاطني دور الصفيح بسيدي مومن. فهم يعيشون منذ عقود تحت سقف البراريك والبيوت العشوائية مثلهم مثل جميع سكان الكاريانات، لكنهم يحملون صفة مكترين بحكم أنهم يقطنون في وعاء عقاري له ملاك أصليين وورثة شرعيين، حيث تجمعهم منذ سنين طويلة بأصحاب الأرض علاقة كراء بسومة شهرية نظير الإقامة في مساكن وغرف بئيسة مبنية بالطوب والصفيح. هولاء المحسوبين على قاطني «كاريان طوما» بكل من الزنقة 1،2 و3، دفعتهم وضعيتهم السكنية المعلقة إلى المطالبة كسائر جيرانهم بباقي أحياء الصفيح بسيدي مومن إلى الإستفادة من مشاريع إعادة الإسكان، لكنهم ظلوا لحد الآن خارج قائمة المستهدفين بالترحيل من الكاريانات بالمنطقة على اعتبار أنهم من الكراء وليس من السكان. كانت الساعة تتجاوز الواحدة زوالا، عندما انطلق العشرات من قاطني «كاريان طوما» في مسيرة عبر شوارع وأزقة سيدي مومن والبرنوصي، وعند وصولهم إلى الساحة المقابلة لمقر عمالة البرنوصي بشارع أبي در الغفاري، نظموا وقفة احتجاجية، رددوا خلالها شعارات وهتافات تجسد مطالبهم بالاستفادة من إعادة الإسكان أسوة بباقي سكان أحياء الصفيح بسيدي مومن. ورغم محاولة الإدارة الترابية من خلال بعض المسؤولين بالعمالة الدخول معهم في حوار عبر ممثليهم، صمم المحتجون القيام باعتصام لمدة أربع ساعات كرسالة إلى الجهات المعنية أن «الهضرة» على حد تعبيرهم لم تعد تقنعهم بالانتظار الذي طال أكثر من اللازم. هذا الاعتصام الذي انتهى بعد مغيب الشمس، خرج فيه ممثلو السكان باتفاق مع العمالة لعقد لقاء صباح أمس الخميس لمناقشة المطالب ومعرفة الإجراءات التي ستقدم عليها السلطة المحلية لطي هذا الملف.