صار كل يوم أحد موعدا خاصا لا يخلفه الكبار والصغار. وتحول مدار إقامة اليقين بشارع الحسين السوسي إلى مكان محدد لتجمع حاشد يختلط فيه الرجال والنساء. هذا الزمان والمكان المحددين تاريخا وجغرافية، أصبحا منذ بداية السنة الجارية مشهدا أسبوعيا في حياة قاطني «كاريان الرحامنة» بسيدي مومن، الذين اختاروا أن تكون مطالبتهم بالسكن اللائق عن طريق الوقفات الاحتجاجية والمسيرات والاعتصامات بالشارع العام وأمام بعض مقرات السلطات المحلية والترابية بالبرنوصي. كالعادة كان زوال أول أمس الأحد صورة أخرى لخروج المئات من سكان هذا الحي الصفيحي، حيث تجمعوا في حدود الساعة رابعة زوالا في نقطة لقائهم المعتادة حول مدار إقامة اليقين، لينطلقوا في مسيرة قدرها مصدر جمعوي بأكثر من ألفي مشاركة ومشارك من مختلف الأعمار، نحو تقاطع شارعي الحسين السوسي ولاكوطا بالقرب من إقامة السعادة، حيث اختنقت حركة المرور لحوالي ساعتين في اتجاه الطريق السيار أو عبر مخرج إقامة جوهرة وإقامة شيماء الزين، والتجمعات السكنية المجاورة، مما اضطر عدد من السيارات، والطاكسيات إلى محاولة إيجاد مسالك طريقية داخل بعض الأزقة غير المعبدة بالأحياء الصفيحية القريبة. وأمام هذه الحشود البشرية، التي تحركت ببطء وهي تملأ الأجواء بهتافاتها، سارعت أعداد كبيرة من القوات الأمنية إلى تطويق جنبات المسيرة وسد كل المنافذ المؤدية إلى «لوطوروت»، خوفا من نزول المحتجين إلى هذه الطريق في وقت تزامن مع الزيارة الملكية للنواصر. وكالعادة رفعت شعارات مطالبة بتسريع عملية إعادة الهيكلة وأجرأة الفصل 31 من الدستور الذي ينص على الحق في السكن، وكذا القطع مع ما يسمى بما يسمى «لجنة الحكماء»، كما تخلل الاعتصام قراءات شعرية لأطفال كاريان الرحامنة، ومساهمات أدبية وخطابات رسمت الواقع البئيس لهذه الفئة، التي عبرت بالكلمة واللافتات والشعارات عن إحساسها بالحكرة والتهميش والاقصاء والعيش على هامش المواطنة . ليعود قبل مغيب الشمس هؤلاء المتحتجون إلى براريكهم ، وهم يجددون العهد بينهم على العودة الأسبوع القادم في نفس الزمان والمكان إلى أن تتحق مطالبهم بإعادة إسكانهم