«السلامة يا ربي .. العافية طايرة في السما». بهذه الكلمات المرعوبة وغيرها من عبارات الهلع، كان لسان قاطني كاريان الرحامنة بسيدي مومن يردد ليلة أول أمس من تلقاء صرخات النساء والأطفال، أن هناك قطع من اللهب تتطاير في الهواء، وترجم براريكهم بحمم مشتعلة. هذا المشهد المخيف، كان جراء نشوب نيران مستعرة في مجموعة من «العشش» مخصصة لتربية المواشي، وما حولها من مطارح عشوائية للأزبال والمتلاشيات، حيث صادف هذا الحريق المفاجئ موجة هبوب رياح قوية وساخنة ومغبرة، التي شهدتها الدارالبيضاء مساء السبت الماضي، مما جعل شرارات النار تحلق في السماء، وتسقط مثل راجمات حارقة فوق رؤوسهم وسقوف دورهم الصفيحية. هذه النيران المحمولة على بساط الرياح، خلقت موجة من الهلع في صفوف قاطني كاريان الرحامنة، مما أصاب بعض الأطفال الصغار والنساء بحالات من الاختناق والإغماءات، حيث تحول الوضع في بادئ الأمر إلى مواجهة بين قذائف الحريق و«سطولة الما»، التي قاوم بها السكان خطر امتداد النيران إلى أكواخهم. وبعد لحظات عصيبة حضر إلى عين المكان رجال الإطفاء والسلطة المحلية وعامل عمالة البرنوصي، حيث تم إخماد الحريق، الذي شب في تلك العشش والمزابل المجاورة للكاريان، لكن نيران غضب الناس واحتجاجهم على وضعهم السكني البئيس ازداد اتقادا من خلال مسيرة عفوية قادها أطفال وشبان إلى غاية مشارع شارع الحسين السوسي، التي كان شعارها الوحيد عبر هتافات صاخبة «الشعب يريد إسقاط البراكة».