يقبل العديد من الناس على اقتناء مشروبات الطاقة في اعتقاد بأن تناولها يمنح للجسم الطاقة التي يحتاجها لبذل مجهود إضافي، غير أن الإفراط في تناول هذه المشروبات يكون له انعكاسات سلبية متعددة على صحة المستهلك. في الحوار التالي تتطرق الدكتورة سعاد أوزيت الاختصاصية في الحمية وداء السكري إلى الأضرار الصحية الناتجة عن الإفراط في تناول مشروبات الطاقة، والبدائل الطبيعية التي تغني عن تناولها، وتضمن للجسم اكتساب الطاقة التي يحتاج إليها. هناك مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى فقدان الجسم لطاقته وشعور الإنسان بالتعب، فهاته المسألة حسب الدكتورة سعاد أوزيت قد تكون مرتبطة بنقص في بعض الفيتامينات أو الأملاح المعدنية مثل الكالسيوم والمغنزيوم. يكون فقدان الجسم لطاقته مرتبطا أيضا بالإصابة ببعض الأمراض مثل السكري أو اضطرابات الغدة الدرقية، بالإضافة إلى أمراض أخرى متعددة تتسبب في الشعور بالتعب المزمن، لذلك تستدعي جميع هاته الحالات الاستفادة من الفحص الطبي بهدف تشخيص المرض وعلاجه. عندما يتبين بعد إخضاع المريض للتحاليل الطبية أنه يعاني من نقص حاد في الفيتامينات خاصة عندما يتعلق الأمر بالنقص في الفيتامين د الذي يؤدي إلى شعور المريض بالعياء الشديد وعدم قدرته على تحريك أطرافه، بالإضافة إلى آلام العظام، فالعلاج يكون من خلال تناول بعض الأقراص التي تحتوي على فيتامين د، والتي تكون كفيلة بمساعدة المريض على استعادة نشاطه والتمتع بصحة جيدة. فقدان الجسم للطاقة يرتبط بنمط التغذية عندما تستثنى الحالات المرضية المسببة للشعور بالتعب، فإن الأخير يصبح أمرا طبيعيا، لأنه ينتج حسب الدكتورة أوزيت عن المجهود الذي يبذله الشخص خلال القيام بالتمارين الرياضية وبعض الأعمال الشاقة أو عدم تناول وجبات الطعام في أوقاتها، أو نمط التغذية غير المتوازن الذي يعتمد على الوجبات السريعة، والمشروبات الغازية والبطاطس المقلية، ولا يستهلكون الخضر واللحوم ويطهونها بالطريقة المثالية. فنمط التغذية حسب الدكتورة أوزيت يلعب دورا مهما في فقدان الجسم لطاقته، وهو ما يترتب عنه حالة التعب والعياء الشديد التي تصيب الشخص الذي لا يحرص على اتباع نظام غذائي متوازن. مشروبات الطاقة تؤدي إلى السمنة والسكري وأمراض القلب يتبادر إلى ذهن بعض الناس أن الحل السحري الذي من شأنه مساعدة الجسم على استعادة طاقته هو تناول مشروبات الطاقة boissons énergisantes التي اكتسحت إعلاناتها شاشات التلفاز ومختلف وسائل الإعلام، لكن الدكتورة سعاد أوزيت تؤكد أن لهاته المشروبات تأثيرات سلبية على صحة المستهلكين، لكونها تحتوي على نسب عالية من الكافيين والتورين والسكريات، جعلت العلماء ينظرون إليها بكثير من القلق، ويحذرون الناس من تناولها، غير أنها مازالت تحظى بإقبال واسع خاصة من قبل المراهقين، الذين يستهلكونها بكثرة لاكتساب النشاط والحيوية التي يحتاجون إليها للقيام بالعديد من الأنشطة خلال اليوم دون الإحساس بالتعب. تتمثل أبرز التأثيرات السلبية التي تنتج عن تناول مشروبات الطاقة حسب الدكتورة سعاد أوزيت في كونها تهيج الدماغ، وتسبب حالات الأرق لأن مادة الكافيين تعتبر من المواد المنشطة، والأخطر من ذلك أن نسب التورين والسكريات المرتفعة التي تحتوي عليها مشروبات الطاقة، تؤدي إلى الإصابة بالسمنة، والسكري بالإضافة إلى أمراض القلب والشرايين التي صارت تصيب اليوم شبانا وشابات في مقتبل العمر، بعد أن كانت تقتصر الإصابة بها في السابق على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الأربعين عاما، لا لسبب سوى أنهم يفرطون في تناول مشروبات الطاقة. الفواكه والمكسرات.. بدائل طبيعية تغنيك عن مشروبات الطاقة تجدر الإشارة إلى أن مشروبات الطاقة التي تروج لها وسائل الإعلام تختلف كليا عن المشروبات الطاقية أو المنشطة التي يطلق عليها boissons énergétiques، والتي يستهلكها الرياضيون، لأن الأخيرة تحتوي على الجليكوز والفريكتوز والمغنسيوم والكالسيوم وبعض الفيتنامينات الضرورية مثل فيتامين سي وفيتامين د، لذلك فهي تمنح الطاقة للرياضيين دون أن تعرضهم لمواجهة تهمة تعاطي المنشطات، لأنها تخلو من أي مواد منشطة محظورة. بالنسبة لهذا النوع من المشروبات تشدد الدكتورة سعاد أوزيت على ضرورة أن يقتصر تناولها على الرياضيين المحترفين الذين يخوضون غمار المنافسة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمباريات الطويلة، وليس خلال التداريب العادية، بحيث تنصح الدكتورة أوزيت بالاكتفاء بتناول عصير الفواكه الطبيعي، وأنواع من الفواكه مثل الموز، بالإضافة إلى التمر والزبيب واللوز والجوز وغيرها من المكسرات، التي تغني عن تناول مشروبات الطاقة المخصصة للرياضيين، والتي يفضل تجنبها قدر الإمكان، واستبدالها بمشروبات وأطعمة طبيعية. الماء أفضل مشروب طاقة طبيعي تؤكد الدكتورة أوزيت أيضا على ضرورة شرب الماء الذي يعتبر أفضل مشروب طاقة طبيعي سواء بالنسبة للرياضيين المحترفين أو للأشخاص العاديين، لأن شرب الماء يضمن للجسم الحفاظ على توازنه، واستعادة الطاقة التي يفقدها بفعل الحركة والمجهودات التي يبذلها الشخص خلال اليوم، كما هو الشأن بالنسبة للعصير الطبيعي والفواكه والمكسرات التي تعتبر أفضل مصدر للطاقة يستطيع أن يكتسب الإنسان من خلالها النشاط والحيوية دون الحاجة إلى تناول مشروبات الطاقة بمختلف أنواعها. شادية وغزو