التغذية المتنوعة والمتوازنة سر من أسرار النجاح في الامتحانات. وتمثل الأيام الجارية فترة عصيبة يمر بها الطلبة، لكونهم يستعدون للامتحانات، التي تعتبر حاسمة في حياتهم ومنعطفا مُهمّاً في مسارهم الدراسي، ولهذا نوصي كل طالب وطالبة بالانتباه إلى أهم العوامل التي تتحكم في درجة التحصيل، وهي التغذية المتوازنة التي تجنب القلق. ويتحكم في المدخرات الطاقية -قبل خلال وبعد الامتحان -البرنامج المتبع في التحصيل والنوم الكافي. كما أن أيام الامتحانات فترة عصيبة تتسم بالقلق والتوتر، المصحوبين أحيانا كثيرة بالصداع وعسر الهضم وأعراض أخرى كثيرة، يشكو منها الطلاب... ونظرا إلى أهمية هذه الفترة، فلا بد أنها تتطلب استعدادا خاصا، ومن أهم الأمور التي يجب الاعتناء بها والالتفات إليها في هذه الفترة ولا يمكن إغفالها الغذاء الصحي، الذي يمد الجسم بالطاقة اللازمة لبذل المجهود الذهني الذي يبذله الطالب في هذه المرحلة. لماذا نشعر بالجوع؟ يشعر بعض الطلبة بالجوع الشديد أثناء فترات المراجعة وأثناء الامتحانات. ويستمر هذا الشعور مهما تناول المعنيّ من طعام، ولهذا عدة أسباب، مثل عدم انتظام «الأيض» الداخلي للجسم أو عدم الانتظام في تناول الوجبات المتزنة أو بذل مجهود مضاعَف من طرف البعض، مع عدم التعويض بالطاقة اللازمة من خلال الوجبات.. وللتوتر نصيب من ذلك، لأن التوتر يستهلك جزءا كبيرا من الطاقة التي لا بد من تعويضها بتناول الغذاء. لماذا يفقد البعض الشهية؟ قد يصاب الطالب في هذه الفترة بفقدان الشهية، وأفضل الحلول للحصول على طعام صحي مفيد هو تناول الفواكه والعصائر الطبيعة، فهي مصدر غذائي غني جدّا بالفيتامينات والسكّر الطبيعي، كما ينصح الطالب بتناول «السندوتشات» الخفيفة، مع ضرورة أن تكون محضَّرة في المنزل، لتجنب الإصابة بأمراض الصيف وبالتسمم. ونشير إلى ضرورة اجتناب اتباع أي حمية خلال هده الفترة. ما هي الأطعمة التي تساعد على زيادة التركيز؟ الأطعمة التي تحتوي على عناصر الحديد، مثل العسل، الكبد، الفول والخضر الورقية داكنة اللون، مثل الملوخية والسبانخ والبقدونس وكذلك الأطعمة التي تحتوي على فيتامين «ج»، مثل البرتقال والليمون والبروتينات، كالبيض «البلدي» والأسماك، بجميع أنواعها، وتعتبر مصدرا جيدا للبروتين. كما أن بعض الأسماك تحتوي على «أوميغا 3»، المفيدة جدّا للمخ، حيث ترفع نسبة الذكاء، مثل سمك السلمون والتون والسردين، وهذه المادة معروف عنها حماية الخلايا العصبية، وزيادة نسبتها في الدم تعتبر، إضافة إلى «السيروتينين»، مهمة في المحافظة على تحسين كيماويات المزاج في المخ. وقد توصلت دراسات إلى أن من يتناولون السمك مرتين على الأقل في الأسبوع أقل عرضةً لمرض «الزهايمر»، من غيرهم ممن يتجنَّبون أكل السمك، لأن السمك يساعد في الوصل بين الخلايا العصبية، التي تعمل على اكتساب التعلم وقوة الذاكرة. كما أن طبق السلطة اليومي من أهمّ العوامل التي تساعد على تجنب «الأنيميا»، وبالتالي زيادة نسبة التركيز، بالإضافة إلى المكسرات والثمر والزبيب، فهي تحتوي على سكريات طبيعية أفضل بكثير من الحلويات والمشروبات الغازية. ما أسباب الصداع؟ لأن فترة الامتحانات من فترات زيادة القلق واِرتفاع مادة «الأدرينالين»، فإننا ننصح بمشروب «الحلبة»، فهو من المشروبات المهمة التي تطهِّر البطن وتدفئ المعدة، كما أنه مشروب مغذٍّ ويساعد على التخلص من التقلصات. والطالب الناجح هو ذاك الذي يسير برنامجه التحصيلي والغذائي ويجتنب، قدر الإمكان، مسببات القلق. ما هو تأثير المنبهات؟ يقبل الطلاب، بشراهة، في أيام الامتحانات على احتساء القهوة والشاي، اللذين يسبب شربهما بعد الأكل مباشرةً صعوبةً في امتصاص الحديد، لذلك إن كان لا بد من احتسائهما، فيكون ذلك بعد الأكل بحوالي ساعتين على الأقل وبكمية معقولة. كما أن المشروبات الغازية، بكل أنواعها، تعتبر من المشروبات الضارة التي تكسر الكالسيوم في الجسم وترفع نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون. ماذا نأكل ليلة الامتحان؟ يستحسَن تناول وجبات متزنة من ناحية القيمة الغذائية، حيث تحتوي على البروتينات والنشويات والدهون والفيتامينات والمعادن تحتوي، مثلاً، على قطعة لحم متوسطة أو لحم دجاج، مع طبق سلطة خضراء، بالإضافة إلى كمية قليلة من الأرز والفاكهة الموسمية، مع مراعاة ألا تحتوي الوجبة على نسبة عالية من الدهون، ل،ن الأخيرة خلال فترة الاستعداد تحتاج وقتا طويلا للهضم، وبالتالي تتسبب في قلة التركيز، مع ضرورة تجنب المواد المصنَّعة، لأنها تزيد الوزن وتعمل على ارتخاء العضلات وتُقلّل القدرة على الاستيعاب والفهم. ماذا نتناول في صباح الامتحان؟ كوبا من الحليب، فهو أساسي لا يمكن الاستغناء عنه. ويمكن إضافة ملعقة من العسل الطبيعي، فهذه المواد مصدر للبروتينات والدهون والكالسيوم والعسل كمصدر للسكريات، ويستمر مفعوله طوال اليوم إلى جانب «سندوتش» خفيف من الخبز الكامل، الذي يحتوي على جبن، أو تناول ملعقتين من زيت الزيتون، ويمكن استبدالها ببيضة (بلدية). ويفضل قبل تناول الإفطار تناول ملعقة من العسل الطبيعي المضاف إليها قطرتان من عصير الليمون، لأن هذا المزيج له قدرة كبيرة على رفع نسبة الحديد وعلاج «الأنيميا»، التي تسبب الدوخة والدوار ويعتبر التمر والزبيب المزود الرئيسي بالطاقة خلال ساعات الامتحان. ولا ننسى شرب الماء بكثرة خلال فترة الإعداد للمحافظة على نسبة الماء في الجسم وتجنب الدوار الناتج عن نقص كمية الماء في الجسم. متمنياتنا بالنجاح لكل الطلبة والطالبات.