يكون لفقدان الشهية العصبي مضاعفات خطيرة على المريض، حين يزداد نحافة ويستمر في الامتناع عن تناول الطعام. في ما يلي تتطرق الدكتورة سعاد أوزيت الاختصاصية في الحمية وداء السكري إلى أسباب الإصابة بمرض فقدان الشهية العصبي وطرق علاجه. يرتبط فقدان الوزن والنحافة الزائدة عادة بأمراض معينة مثل مرض السكري وأمراض الغدة الدرقية، لكن عندما يفقد الشخص في وقت وجيز ما يزيد عن 10% من وزنه، وتنعدم لديه القدرة على تناول الطعام ويرفض ذلك بشدة، دون أن يكون مصابا بمرض عضوي يفسر سبب النحافة التي يعاني منها، فإن الأمر يتعلق حينها بمرض فقدان الشهية العصبي حسب الدكتورة سعاد أوزيت الاختصاصية في الحمية وداء السكري. أسباب فقدان الشهية العصبي تعتبر المشاكل النفسية والضغوط التي يعاني منها الأشخاص السبب الرئيسي وراء الإصابة بمرض فقدان الشهية العصبي، الذي يمثل مصدر قلق بالنسبة للأطباء في أوروبا، لأنه يصيب المراهقات وقد يلازمهن طيلة حياتهن، خاصة في غياب علاج فعال يضمن الشفاء منه بشكل نهائي، وعدم الإصابة به مجددا. تكون النسبة الأكبر من حالات الإصابة في صفوف النساء، غير أن خطورة المرض تتجلى بشكل أوضح لدى الرجال، لأن إصابتهم بمرض فقدان الشهية العصبي في حد ذاتها تعتبرا مؤشرا على دخولهم في مرحلة صعبة من المعاناة النفسية، التي سيكون من الصعب تجاوزها. يعتبر الاكتئاب في مقدمة الأمراض النفسية التي تؤدي إلى الإصابة بفقدان الشهية العصبي، بالإضافة إلى غياب الثقة في النفس وفي المظهر، بحيث تكون بعض الفتيات غير راضيات عن منظهرهن، ويحاولن التشبه ببعض عارضات الأزياء اللواتي يتمتعن بجسم رشيق ونحيف، فيتبعن من أجل ذلك حمية قاسية، ويتخلين عن الأطعمة التي تحتوي على نسبة مهمة من السعرات الحرارية، إلى أن يصلن إلى مرحلة الامتناع عن تناول الطعام بشكل نهائي. مضاعفات المرض يكون لفقدان الشهية العصبي حسب الدكتورة سعاد أوزيت عواقب ومضاعفات نفسية وصحية خطيرة للغاية، فعندما يمتنع المريض عن تناول الطعام، يعاني الجسم من نقص حاد في الفيتامينات والبروتينات والأملاح المعدنية وغيرها من المواد الأساسية التي تضمن توازنه، ويصبح منعزلا بشكل كلي عن الحياة وعن محيطه، بحيث لا يستطيع التجاوب مع الأشخاص المحيطين به، وتنعدم لديه القدرة على التحصيل العلمي والتركيز في عمله، ويمتنع عن الخروج ومواجهة الناس والتواصل معهم، لأن التعب الشديد الذي يعاني منه يدفع به إلى التقوقع على نفسه. تتجلى المضاعفات الصحية بالنسبة للفتيات في انقطاع الدورة الشهرية، نتيجة الاضطرابات التي تحدث على مستوى الهورمونات والخلل الذي يصيبها، كما يضعف قلب المريض، وتصاب عظامه بالهشاشة وتتقلص عضلاته. يعاني المريض كذلك من الجفاف، ومن انخفاض الضغط ونسبة السكر في الدم، كما تتأثر وظائف المخ لأنه لا يتلقى الطاقة الضرورية للاشتغال، فتتراجع بالتالي قدارت المريض الذهنية، ويتقلص كذلك مستوى ذكائه. ويتسبب هذا المرض في نقص المناعة، وتضعف مقاومة الشخص لمختلف أنواع البكتيريا والميكروبات التي يتعايش معها الإنسان عادة، ولا تؤثر حتى على الأطفال، ويصبح بالتالي معرضا للإسهال والإصابة بأمراض مثل التهاب السحايا، بل ومهددا بالموت في حال لم يتم استشفاؤه في الوقت المناسب. طرق العلاج يتطلب المرض في مراحله المتقدمة نقل المريض إلى غرفة الإنعاش، حيث سيقضي فترة طويلة، يتلقى كل احتياجاته الغذائية عن طريق أنبوب وريدي. أما بالنسبة للعلاج فتقول الدكتورة سعاد أوزيت بأنه ينقسم إلى قسمين. علاج نفسي وعلاج عضوي، ويعتبر العلاج النفسي أساسيا لأنه يمثل الضمانة الوحيدة لتفادي ظهور المرض من جديد، وبمعرفة الأسباب النفسية المؤدية إلى الإصابة بفقدان الشهية العصبي وإيجاد حلول لها سيتم الشفاء من المرض. يجب على المريض أن يستفيد بالإضافة إلى جلسات العلاج النفسي من برنامج غذائي وعدد من الأدوية تحت إشراف اختصاصي في التغذية، كي يستعيد صحته، ويحصل جسمه على المواد الأساسية التي تضمن توازنه. وتؤكد الدكتورة أوزيت على ضرورة استمرار الجلسات النفسية بالموازاة مع المتابعة من طرف خبير التغذية إلى أن يستقر الوضع النفسي للمريض وينفتح على الحياة، ويصبح قادرا على مواجهة المرض والضغوط والمشاكل التي أدت إلى حدوثه، لأن تناول الطعام لا يمكن أن يتم تحت الضغط، بل ينبغي أن يكون نابعا من إرادة الشخص، التي تكون رهينة بالحالة النفسية للمريض ومدى قدرته على التعايش مع مشاكل الحياة والظروف الصعبة التي يواجهها. شادية وغزو