بعد برنامج الطبخ المغربي الشهير “شهيوات شميشة” وسلسلة “العقبى لك” اللذين باعتهما القناة الثانية مؤخرا لقناة “بابل تي في” الإيطالية جاء الدور هذه المرة على سلسلة “ياك حنا جيران” الكوميدية وبرنامج المسابقات “صنعة بلادي” وسلسلة “الحسين وصفية” وإنتاجات دوزيمية أخرى لترتاد آفاق قنوات دولية بكل من إيطاليا وأمريكا وكردستان. التجربة تفتح الإنتاج المغربي على القنوات الأجنبية عبر بوابة دوزيم مثلما تضخ سيولة بخزينة القناة التي تعاني أزمة مالية حادة تهددها بالإفلاس كما كشف عن ذلك وزير الاتصال مؤخرا بقبة البرلمان. توقيع عقد البيع لم يتم حتى الآن يوضّح كريم عبد الحميد مسؤول التوثيق السمعي البصري بالقناة الثانية. لكن ثمة قنوات وشركات إنتاج من دول مختلفة أبدت رغبتها في اقتناء عدد من إنتاجات دوزيم. فقد اتصلت قناة من كردستان بمسؤولي الثانية من أجل “حنا جيران” التي بدت لهم عملا مناسبا للعرض في شهر رمضان واضعين في اعتبارهم المشترك الديني الذي يجمع البلدين. لذلك من المرتقب أن تتكلم السلسلة، التي حققت نسب مشاهدة عالية عبر موسمين متتاليين، الكردستانية من خلال دبلجتها إلى هذه اللغة. “بابل تي في”، القناة الناطقة بالعربية والموجهة إلى المهاجرين بالديار الإيطالية، عبرت هي الأخرى عن رغبتها في شراء نفس السلسلة من أجل عرضها كما هي على شاشتها في موسم رمضان المقبل. كما أبدت استعدادها لاقتناء سلسلتين أخريين هما “الحسين وصفية” و”صالون شهرزاد” لتؤثث بهما شبكتها البرامجية المنتظرة في شهر الصيام... مسلسل الإقبال على إنتاجات قناة عين السبع لا يقف عند هذه العناوين كما لا يقتصر على هذه البلدان بل يتعداها إلى شركات إنتاج أمريكية وهولندية ويضم إنتاجات دوزيمية أخرى. برنامج المسابقات “صنعة بلادي” رأت فيه شركة إنتاج من بلاد العم سام نموذجا يُحتذى، لذلك طلبت شراء فكرته لتعيد صوغه على الطريقة الأمريكية وبهدف تشجيع الحرف التقليدية هناك. كما أفصحت الشركة نفسها عن رغبتها في اقتباس سلسلة “ياك حنا جيران” وتكييفها مع النموذج الأمريكي المتقدم في مجال السيتكوم. قنوات دولية أخرى من أوروبا تقدمت للثانية بطلبات اقتناء وثائقيات تتراوح مدة بثها بين 26 و52 دقيقة تدور حول أبطال ونجوم مغاربة في ألعاب القوى في طليعتهم سعيد عويطة ونوال المتوكل. إنجاز هذه اوثائقيات سيعتمد بالدرجة الأولى على استثمار أرشيف القناة في هذا المجال أخذا بعين الاعتبار مسألة حقوق التأليف. والهدف كما بيّن كريم عبد الحميد في اتصال مع الجريدة هو عرض هذه الإنتاجات بمناسبة الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها لندن صيف هذا العام. مواقع إلكترونية أمريكية مختصة في خدمة “الفيديو حسب الطلب” أعلنت عن سعيها لشراء المنتوج السمعي البصري المغربي الذي سبق للثانية إنتاجه وبثه. وطلبت من مسؤولي القناة مدها بقاعدة من المعلومات حول حاجتها في هذا الصدد. كما أعربت شركة إنتاج هولندية مختصة في تموين خطوط طيران البلدان الأوروبية عن حاجتها إلى إنتاجات تلفزيونية تُعرّف بالبلد لعرضها في الطائرات المتوجهة إلى المغرب وكذا بيعها لقناة “إيفازيون” السياحية. لكن ما سبب هذا الإقبال المكثف على إنتاج دوزيم في الآونة الأخيرة؟ الجواب ببساطة يكمن حسب كريم عبد الحميد في كلمة الانفتاح. فقناة عين السبع شاركت للمرة الثالثة في ملتقيين دوليين يُنظمان شهري أبريل وأكتوبر بمدينة كان الفرنسية ضمن “الشوق الدولية للبرامج” (Mip) الذي يحضره 13 ألف فاعل في مجال السمعي البصري. وهو ما أتاح للقناة أن تنفتح على العالم وتسوق منتوجها إلى الآخرين.