موسم تلفزيوني رمضاني جديد يمر من دون أن تتمكن كل من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون «الأولى» والقناة الثانية «دوزيم» ومعها أيضا سلسلة قنوات الإعلام العمومي الأخرى من تقديم أي جديد ضمن شبكتها البرامجية. فمنذ أكثر من عقد من الزمن من عمر التلفزيون المغربي، وهذه القنوات التلفزيونية تعتمد في شهر الصوم على برمجة تقليدية، تتكرر فيها نوعية البرامج والأسماء في المسلسلات. فقد لجأت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون «الأولى» والقناة الثانية «دوزيم» في جزء كبير من برمجتهما الرمضانية هذه السنة إلى الإنتاجات الأجنبية، والمشرقية، والتركية على نحو خاص، أما البرامج من صنع مغربي، فتعرض في وقت الذروة. وكانت السلسلة الفكاهية «سيتكوم» «ياك حنا جيران» في نسخته الثانية قد حققت المرتبة الثانية ضمن أفضل الانتاجات التلفزيونية العشر على القناة الثانية «دوزيم» في الاسبوع الأول من شهر رمضان بعد المرتبة الأولى التي حققتها الكاميرا الخفية «تكبر وتنسى»، التي استحودت على أكبر حصة مشاهدة، ذلك لغياب منتوج منافس لها في القنوات التلفزيونية الأخرى باستثناء بعض اللحظات التلفزيونية الايجابية على القناة التلفزيونية «ميدي آن تي في» خلال فترة الإفطار. وتدور أحداث السلسلة الفكاهية «سيتكوم» «ياك حنا جيران» حول سكان مبنى واحد، فنتعرف في كل حلقة على قصصهم والمواقف الساخرة التي تواجههم. ورغم نجاح السلسلة الكوميدية، تبقى معظم المواقف والمشاهد التي يعرضها مجرد تكرار لأخرى سبق أن شاهدناها من دون أي ابتكار درامي، وهو العمل الذي لقي استحسان جمهور المشاهدين في ظل غياب منتوج مماثل على القناة «الأولى»، التي اخطأت الاختيار حين أوقفت الجزء الثالث للسللسة الفكاهية «دار الورثة» وأساءت تقدير قيمة تنافسية منتوجاتها الفكاهية والتخييلية الأخرى وأيضا إخفاقها في وضع برمجة تلفزيونية في مرحلة الافطار وما بعد الفطار، أي زمن ذروة المشاهدة، تكون منافسة بشكل كبير لما يقدم على القناة الثانية «دوزيم» بشكل خاص . القناتان «الأولى» و«الثانية» لجأتا كما في السنوات السابقة إلى الإنتاجات الكوميدية. هكذا نتابع على القناة الثانية «دوزيم» سلسلة «الفهايمية» من بطولة محمد الخياري وعبدالخالق فهيد. ورغم نجوميّة الكوميديَّين، جاء أداؤهما باهتاً، ونمطياً من دون تقديم جديد. وقد أدى ذلك إلى انتقادهما بشدة من قبل المشاهدين وعدد من النقاد ومتتبعي الشأن التلفزيوني. على جبهة الكوميديا أيضاً، تعرض «القناة الأولى» برنامجاً بعنوان «شاشة شو». وهذا الأخير عبارة عن برنامج تلفزيوني وهمي تجري أحداثه داخل استوديو. هناك، يقدّم ثلاثة مقدّمين أخباراً وتقارير مضحكة. وقد روّجت إدارة القناة لبرنامجها على اعتباره «العرض الكوميدي الأكثر إبداعاً في البرامج الرمضانية» غير أنه لم يظفر على نسبة مشاهدة عالية ولم يتمكن في أن يكون منافسا للكاميرا الخفية «تكبر وتنسى» التي تقدمها القناة الثانية «دوزيم». وتعرض القناة الثانية «دوزيم» مسلسلاً بعنوان «صالون شهرزاد». وتدور أحداث العمل حول نساء يخبرن قصصهن في صالون حلاقة. هنا أيضاً يمكن ملاحظة مشاكل عدة في المسلسل، أبرزها الأداء الضعيف لمعظم الممثلات. أما المسلسل الثاني، فهو «صوت النسا»، الذي تدور أحداثه في قاعة تحرير مجلة نسائية. ولعل بقعة الضوء شبه الوحيدة في البرمجة الرمضانية هي مسلسل «ماشي لخاطري»، الذي أخرجه محمد أشاور. العمل من بطولة فهد بنشمسي، وممثلين شباب آخرين أثبتوا مكانتهم كعمر لطفي. أما تقنياً، فبدا واضحاً أن مخرجي معظم المسلسلات نجحوا في اختياراتهم لجهة اختيار الفضاءات، والإضاءة والمونتاج... في المقابل، راوحت جودة أداء الممثلين بين المقنع و«المتصنع». وبعيداً عن الجدل بشأن جودة البرامج، فإن القناة الثانية «دوزيم» حققت أعلى نسبة مشاهدة خلال الأيام الأولى من رمضان. وأصدرت مؤسسة «ماروكميتري» إحصاء عن نسبة متابعة كل قناة. حيث يتابع 52 في المائة من المشاهدين القناة الثانية «دوزيم»، مقابل 11 في المئة يشاهدون «الأولى». أما باقي القنوات، فلم تحظ إلا ب3 في المائة من المشاهدة. الثلث الآخر من المغاربة أعلن متابعته لفضائيات عربية أخرى...