الأعمال التلفزيونة المغربية بين المشاهدين وأبطالها ومنتقديها البرمجة الرمضانية في المغرب منافسة تقليدية فيما بين القناتين الأولى والثانية فنانون ومخرجون ومسؤولون عن الإنتاج والبرمجة يردون: كنا في المستوى ترى هلوقعت القناتان المغربيتان الأولى والثانية من خلال ما قدمته من إنتاجات رمضانية على المصالحة مع جمهورها هذا الموسم؟ هل تجنبت فعلا القناتان سيل الانتقادات التي واجهتها سابقاً في برمجة الموسم الماضي؟ وهل بهذه البرمجة الرمضانية كانت الأولى والثانية في مستوى مواجهة انتاجات القنوات والفضائيات العربية ؟ حملنا هذه الأسئلة وغيرها إلى مسؤولين عن البرمجة والبث في القناتين معا، ولصحافيين ونقاد فنيين، وخبراء في الاتصال والإعلام المغربي، وأخيرا طرحنا نفس الأسئلة أعلاه على فنانين ومخرجين ومنتجين قدموا أعمالهم التلفزية خلال شهر رمضان الذي ودعناه مؤخران فكانت الأجوبة التالية، تابعوها معنا: خالد الحطاب رئيس قسم تخطيط البرامج بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية: المستشهرون لا يتدخلون في البرمجة والقانون ينص على دعم الإنتاج الوطني في ميزانية السمعي البصري المستشهرون لا يتدخلون في البرمجة ولا في توجيه شبكة البرامج سواء الرمضانية أو غيرها، وشبكة البرامج المعروضة على شاشة القناة الأولى في رمضان الحالي، هي برامج قبل برمجتها خضعت لاستطلاع رأي قبلي لمعرفة اختيارات الجمهور المغربي وتطلعاته، وتم الاشتغال على عينة من فئات عمرية مختلفة، عينة تمثل المجتمع المغربي، تحت إشراف لجنة تتكون من قسم البرمجة ووسيط الإذاعة والتلفزة، وبالنسبة للبرامج والمواد المبرمجة هي أولا مواد جيدة، ولكن لا يمكن أن تلبي كل التطلعات والأذواق. دعم الانتاج الوطني واضح جدا في عمل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة القانون ينص على أن ميزانية دعم الانتاج الوطني، يجب أن لا تقل عن 30 في المائة من الميزانية المرصودة للسمعي البصري. زهير زريوي / مدير البرمجة والبث بالقناة الثانية :شبكة برامج رمضان القناة الثانية تتطور سنة بعد أخرى بدلنا كل مجهوداتنا ووفرنا كل الإمكانيات، حتى تكون الشبكة البرامجية لشهر رمضان هذه السنة أحسن من السنة الماضية، كما كانت برامج رمضان السابق أحسن من سابقتها، مقتنعون في مديرية البرمجة والبث بأن شبكة برامج رمضان القناة الثانية تطورت سنة بعد أخرى إلى الأحسن، نحن قمنا بمجهود، نتمنى أن ينال هذا المجهود المزيد من إقبال المشاهد المغربي. الناقد التلفزيوني و خبير الاتصالات المغربي يحيى اليحياوي : عن أي كم يتحدثون؟ كتبنا الكثير عن ما يقدم في شهر رمضان من برامج وانتجات تلفزية، وكتب غيرنا، مسالة التدرع بالكم والنوع والوجوه الدرامية، وأزمة السيناريو، هذه مواضيع وملفات كتبنا فيها لما يزيد عن 15 سنة، أن تراهن على الكم لتحقيق الجودة، عليك أن تكون قد حققت تراكما وتنوعا ومصداقية ما يعرض كل سنة، للأسف هذه المحددات التي أتيت على ذكرها غير موجودة وغير متوفرة، إذن عن أي كم يتحدثون؟ هناك رداءات وتفاهات تعرض باستمرار في التلفزيون المغربي، ولا أريد أن اكرر ما سبق لي أن قلته وكتبته كحلول لمعظلة الدراما المغربية بصفة عامة، أعطينا العديد من الاقتراحات والحلول، وقلنا لهم قدموا عملا دراميا واحد جيدا في رمضان، سواء على القناة الأولى أو الثانية، ولكن من تنادي؟؟ الطاهر طويل / صحفي وناقد فني (جريدة القدس العربي): جل ما قدم لا أسميه هزلا وإنما "هزالا" الانتقادات تعبر عن الرأي العام الثقافي والفني والنقدي، وهي عنوان على حاجة المواطنين لفرجة رمضانية راقية من القنوات التلفزيونية المغربية، باعتبار أن هذا الشهر الفضيل يحض بنسبة مشاهدة عالية، والانتقادات تعبر أيضا عن الحاجة إلى إنتاج تلفزيوني في المستوى، يعبر بالضرورة عن تطلعات كل الجمهور وليس نخبة أو شريحة واحدة، والمغاربة ينتظرون من قنواتهم العمومية أن تكون بالفعل قنوات عمومية وتقدم فرجة تلفزيونية متكاملة ولا تقتصر على جنس تلفزيوني واحد، واقصد هنا الفكاهة أو الكوميديا، جل ما قدم لا أسميه هزلا وإنما "هزالا" يعبر عن ضحالة فكرية وإبداعية وفنية لدى كثير ممن يدعون تقديم الكوميديا، واعتقد أن ذلك يرجع إلى أزمة في الكتابة وأزمة في الإبداع وأزمة في التصور والرؤية. الصحفي توفيق ناديري (جريدة المساء) :غياب آلية المراقبة وتتبع صرف ميزانيات الإنتاج العملية الإنتاجية السليمة تنطلق من معطيات أساسية، منها على الخصوص أن يكون النص مكتوبا ولا يعقل أن يرتجل خلال التصوير أي كلام ، ثانيا على الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في توزيعها لميزانية الإنتاج الدرامي وفق ضوابط ومعايير، منها تجربة وخبرة الشركات المنفذة للإنتاج الدرامي. العملية الإنتاجية غير سليمة البتة، معظم الأعمال غير مكتوبة، أعمال تكتب أثناء التصوير، غياب آلية المراقبة وتتبع صرف ميزانيات الإنتاج، ممثلون يكررون أنفسهم، أعمال كوميدية تكرر نفسها، والمشاهد المغربي أصبح ينفر من هذه الكوميديا ويتوجه إلى مشاهدة الأعمال التي تعرضها الفضائيات العربية، وفي نهاية المطاف الضحية الخاسر هو المشاهد المواطن المغربي، والدليل على ذلك هو هذا السيل من الانتقادات المباشرة وغير المباشرة لانتاجاتنا التلفزيونية الرمضانية. الصحفي حسن بنجوا (يومية الأحداث المغربية):الانتاجات الرمضانية تعتمد في معظمها على اختيارات غير موفقة مع حلول كل شهر رمضان تكثر بدعة الإقبال على الفرجة التلفزية، مع العلم أن الصحافة الوطنية تشتغل طيلة السنة على تناول البرامج والأعمال التلفزيونية، وليس فقط في رمضان، غير انه بخوص الأعمال الرمضانية يتم التحضير لها بشكل ارتجالي و تعتمد في معظمها على اختيارات غير موفقة، هذا بالإضافة إلى أنه في المغرب لا زلنا نركز فقط على الفكاهة والإضحاك في رمضان كوسيلة لجلب أكبر نسبة مشاهدة تلفزية، وعلى العكس منا مصر تقدم في رمضان مسلسلات درامية ومسلسلات تاريخية إلى جانب أعمال كوميدية. وفي هذه السنة ليست هناك أعمال تستأثر باهتمام المشاهد والمتتبع المغربي، إلا من بعض الاستثناءات وهي قليلة جدا. الصحفي جمال الخنوسي ( يومية الصباح) :أي تلفزيون نريد ؟ الأعمال الرمضانية تعكس مستوى التلفزيون المغربي، واعتقد أن هذا النقاش الذي يدور مرة في كل سنة، يجب أن يستثمر بشكل جدي على أساس أن يتابع بشكل متواصل الأعمال التلفزيونية، لان مشكل التلفزيون في المغرب ليس موسميا ولا مرتبطا بشهر رمضان، وإنما هو مشكل دائم ومستمر، ولا بد من إرادة حقيقية للإصلاح، في كل رمضان تتكرر نفس الخطابات ونفس الانتقادات ولا نتخذ العبرة، لابد من إرادة حقيقة للتغيير، المشكل هو عام وشامل يتطلب إعادة النظر لمعالجته شموليا من خلال تحديد أي تلفزيون نريد؟ الصحفية مينة حوجيب ( جريدة الصحراء المغربية) :إثارة الضحك عبر إحداث الم لدى الآخر جميل أن نشجع الإنتاج الوطني، بل ومن الواجب علينا أن نشجع وندعم كل منتوج مغربي، إلا أن هذا التشجيع لا ينبغي أن يعفينا من إبداء بعض الملاحظات والمؤاخذات عندما تصبح الفرجة موجهة للأطفال، هناك انتاجات مهمة لها جوانب أساسية من الفرجة والمتعة، لكن للأسف بعض الانتاجات التلفزيونية التي تبث في رمضان هذه السنة تؤثر على جمهور المشاهدين من أطفالنا، ملاحظة أخرى تنسحب على أعمال ما يعرف بالكاميرا الخفية تمطرق المشاهد بنوع من الاستهتار، أي إثارة الضحك عبر إحداث الم لدى الآخر . هشام الجباري / مخرج سلسلة "دار الورثة" :الهفوات الصغيرة تظهر كبيرة في رمضان استطيع القول شخصيا، الناس أعجبهم العمل، بعض الصحف المهمة تعاملت مع العمل بطريقة جيدة وتناولت "دار الورثة" بنقد بناء، باستثناء صحيفة أو صحيفتين انتقدتا العمل قبل أن يبث في رمضان وقبل مشاهدته.. حاولنا في الجزء الثاني من "دار الورثة" أن نتجاوز ما أمكن أخطاء الجزء الأول بشكل كبير، سواء على مستوى السيناريو أو على مستوى الرؤية الإخراجية، وعلى مستوى الشخصيات التي يؤديها الممثلون. الأكيد أن الأعمال الدرامية التي تقدم في شهر رمضان يكون عليها ضغط شديد في وقت الذروة، وأية هفوة صغيرة تظهر كبيرة ويتم التركيز عليها أكثر من التركيز على العمل في شموليته. الفنان إدريس الروخ/ مخرج سلسلة "ياك حنا جيران" :تجربة متعبة ... لكنها لا تخيف سيتكوم "ياك حنا جيران" تشارك فيه أسماء فنية وازنة كمحمد بسطاوي، منى فتو، محمد مجد، سعيد باي، وآخرون، هي وجوه وأسماء بارزة لها حضور قوي في الحقل السينمائي، بالإضافة إلى أن السيتكوم هو جنس تلفزي، يتطلب تقنية خاصة قائمة بذاتها، لها مكوناتها وأدواتها، لهذا لابد من الاستعانة والاستفادة من المدارس الكبيرة التي لها باع طويل في صناعة السيتكوم، وهذا هو ما جعلنا نجتهد في الجانب التقني والفني شكلا ومضمونا والكمال لله، هناك رهان كبير على تحقيق تصالح مع الجمهور المغربي، بنغمة جديدة تهدف إلى خلق الفرجة والجودة، والابتعاد عن النمطية والابتذال، وهو ما يمكن أن يتيح لنا إمكانية التقارب والمصالحة مع المشاهدين. الفنانة سناء عكرود / بطلة سلسلة "عقبى ليك:حتى لا يحس المشاهد بأننا نستهين به منذ بث الحلقة الأولى منها نالت سلسلة "عقبى ليك" إعجاب المشاهدين، على اعتبار أن كل من يعرض منتوجه التلفزيوني، خاصة في شهر رمضان إلا ويراهن على أن يحقق نسبة مشاهدة عالية، وان يكون عملا قويا يعجب الجمهور، حتى لا يحس المشاهد بأننا نستهين به، سواء على مستوى الموضوع أو على مستوى التناول والإمكانيات التقنية والفنية. الممثل محمد خويي "الحراز" :نفضل أن يكون هناك نوع من التريث ننتظر أن نرى رد فعل الجمهور والصحافة على سلسلة "الحراز"، لكننا نفضل أن يكون هناك نوع من التريث، وان نعطي الوقت الكافي ونحاول أن ندرس أكثر أي عمل تلفزيوني على مستوى الإخراج، وعلى مستوى التشخيص، ومستوى ظروف التصوير والإنتاج، وأن لا نكون متسرعين في الحكم على عمل ما وانتقاده بدون أن نشاهده وندرسه من جميع جوانبه الإبداعية والإخراجية. الممثلة أمل الأطرش/ سلسلة "عقبى ليك" :عمل قريب من هموم المغربي ومشاكله اليومية الكلمة الأخيرة للجمهور المغربي، نحن نقوم بمجهود والكمال لله، لأول مرة نشتغل كممثلين على سيناريو في إطار جماعي، لإعداد سيناريو قريب من المواطن المغربي، ومن همومه ومشاكله اليومية. الممثل عزيز الحطاب / "كاميرا كافي" :المشاهدون يفضلون "كاميرا كافي" المغربية على الفرنسية جمهور كبير تابع حلقات "كاميرا كافي" بصيغتها المغربية لأنها ترفه عليهم، عكس القنوات الفرنسية التي تقدم بدورها "كاميرا كافي" وتمتلك حق البث، فالعديد من الناس الذين التقي بهم يجزمون بأنهم شاهدوا " كاميرا كافي" بالمغربية و"كاميرا كافي" بالفرنسية وأعجبتهم النسخة المغربية على الفرنسية، ويبقى المغرب البلد السباق من بين الدول العربية والإفريقية في اقتناء حقوق بث "كاميرا كافي" للمشاهدين المغاربة، فمصر التي لها تجربة تلفزيونية رائدة وتتوفر على عدة قنوات لم تقتنيها لجمهورها. المنتج عبد الرحيم مجد / الكاميرا الخفية "جار ومجرور" :المشاهد هو الحكم في أي عمل تلفزيوني أنا أقول دائما، المشاهد هو الذي يحسم في أي عمل تلفزيوني يقدم له، كما تعرفون السنة الماضية كانت قدمت القناة الثانية كاميرا خفية 1 "كاستينغ" وكاميرا خفية2 " جار وجرور" ب15 حلقة لكل منهما طيلة رمضان ، هذه السنة وحتى لا يحس الجمهور بالملل، وأنجزنا 30 حلقة من الكاميرا الخفية "جار ومجرور"، ما يميزها هو كون كل حلقة لا تشبه الأخرى، بحيث في كل حلقة يلتقي المشاهدون مع جار آخر ومجرور آخر، تنوع وتعدد ضيوف الحلقات من فنانين وممثلين ورياضيين وشخصيات عامة. السيناريست محمد اليوسفي :أعز عمل وأقربه إلى قلبي، هو ذلك الذي لم يصور بعد سيناريو الفيلم التلفزيوني "بنات رحمة" يتطرق في العمق إلى الإشكالات القانونية التي يطرحها قانون الحالة المدنية في بلادنا، خاصة مشكل تسجيل الأطفال بالتبني، وهي حالة ممنوعة ومرفوضة في مجتمعنا المغربي، وهذا ما اشتغلنا عليه خلال هذا العمل ومن خلال "بنات رحمة"، وأعز عمل عندي وأقربه إلى قلبي، هو ذلك العمل الذي لم يصور بعد.