يختلف المشهد التلفزيوني في المغرب، في رمضان، عن بقية البلدان العربية، إذ يعتبر هذا الشهر موعدا للإنتاج المحلي بامتياز،سلسلة سعدي ببناتي ومن أجله تصور مسلسلات تغيب عن شاشة التلفزيون بقية شهور السنة، لتعود مع هلال شهر الصيام . وهذه السنة، أيضا، الوعود كثيرة، والبرامج متنوعة، والاختيارات متعددة، ويبقى أن تكون المواد المعروضة في المستوى المطلوب، وأن يكون بمقدور المشاهد المغربي متابعة برامج وطنية، بنكهة مغربية في الشكل والمضمون. برامج تلامس واقعه، وتعبر عن خصوصياته. والملاحظ أن القناتين معا راهنتا، هذه السنة، على تقديم برامج "بايتة"، خلال الموسم الرمضاني الجديد، فهي إما أعمال ظلت حبيسة خزانات القناتين منذ رمضان الماضي، بسبب تأجيل عرضها لفائدة أعمال أخرى، كسلسلة "سعدي ببناتي"، للمخرج علي الطاهري، وبطولة الفكاهي الحسين بنياز، وبرنامج "جار ومجرور"، وهو عبارة عن كاميرا خفية تطال النجوم، على دوزيم، و"العام الطويل"، بطولة محمد الجم، وإما أجزاء جديدة لأعمال درامية وفكاهية، عرضت العام الماضي، كسلسلتي "دار الورثة"، و"جحا يا جحا"، المنتظر عرضها على قناة "الأولى"، وإن كان مسلسل "عقبى ليك"، لمخرجه ياسين فنان، تحول من فيلم تلفزيوني إلى حلقات متصلة، تحكي قصة فتاة تبحث عن عريس، خوفا من هاجس العنوسة. وقررت القناة الثانية مواصلة عرض بعض الأعمال التركية والمسلسلات المدبلجة، وإعادة بث بعض الإنتاجات الوطنية، كسلسلة "حديدان"، للمخرجة فاطمة بوبكدي. وقال زهير الزريوي، مدير البث والبرامج في القناة الثانية "دوزيم"، ل"المغربية"، إن "اختيار إعادة بعض الأعمال وبينها "حديدان"، يعود، بالأساس، إلى أنها أعمال حققت نجاحا مهما، وإقبالا جماهيريا، ظهر جليا من خلال نسبة المشاهدة، حسب إحصائيات مؤسسة ماروك ميتري. وأضاف الزيوي أن دوزيم ابت إلا أن تستجيب لطلب الجمهور، الذي ألح، من خلال رسائل البريد الإلكتروني والاتصالات الهاتفية، على إعادة السلسلة". واعتبر أن القناة الثانية راعت، في مواعيد بث برامجها الرمضانية، ملاءمتها لمواعيد مشاهدة كل فرد من الأسر المغربية، وقال "اخترنا، مثلا، بث الكاميرا الخفية "طاكسي 36 "، بعد موعد الإفطار، وهو الوقت الذي يجتمع فيه الآباء بأطفالهم أمام الشاشة الصغيرة، في حين، ستهتم المرأة أكثر بمسلسل "عقبى ليك"، أما عشاق كوميديا حسن الفذ، الذين يمثلون شريحة معينة، فضربنا لهم موعدا قبل الإفطار". وأكد الزريوي أن كل البرامج الرمضانية جاهزة للعرض، وأن "دوزيم" حاولت توفير الظروف الملائمة لضمان الجودة في الإنتاج. وقال "حاولنا، هذه السنة، تخصيص 16 ساعة يوميا لبث الانتاجات الوطنية، أثناء ساعات الذروة "البرايم تايم"، بهدف إعطاء نكهة مغربية صرفة لبرامج رمضان، كما قررنا، هذا الموسم، ولأول مرة، عرض مسلسل مغربي في منتصف الليل، بخلاف السنوات الماضية، إذ كنا نبث مسلسلات مصرية". وإذا كانت القناة الثانية خصصت ثلثي موادها المقترحة للإنتاجات الوطنية، فإن "الأولى" اعتمدت، في معظم برامجها الرمضانية، على الإنتاجات الجاهزة، واكتفت بشراء أعمال درامية، مصرية، وتركية، وهندية، إذ لا يحتل الإنتاج الوطني على خريطتها الرمضانية سوى نسبة ضئيلة. وقال مصدر من المديرية المركزية للاستراتيجية، التنمية الشاملة، والتسويق، والتواصل والعلاقات الدولية، ل"المغربية" بعد محاولات عديدة للاتصال بالمسؤولين عن البرمجة داخل القناة "الأولى"، التي اختارت الإعلان عن برمجتها الرمضانية في هدوء بعيدا عن الندوات الصحفية، إن "طريقة انتقاء الأعمال المختارة للعرض في رمضان جاءت اعتمادا على مكتب دراسات متخصص في استطلاع الآراء لتقييم كل البرامج المرشحة، من كل الجوانب الفنية والتقنية، واعتمادا على عينات ممثلة للجمهور المغربي، فوقع الاختيار على الأجود". وأضاف المصدر ذاته أن البرمجة الرمضانية ل"الأولى" تستجيب لمتطلبات دفتر التحملات، وتضم الأعمال المنتقاة بتقنية استطلاع الرأي، التي تجمع بين العائلة. وفي جديد لافت هذا الموسم التلفزيوني الرمضاني، استعانت القناتان الأولى والثانية بأسماء لها وزنها في الساحة الفنية المغربية، في محاولة لإحداث مصالحة مع جمهور لم يستسغ برمجة الموسم الماضي، بعيدا عن بعض الوجوه الفكاهية، التي احتكرت المشهد الكوميدي على الشاشة لسنوات متتالية. ويلتقي مشاهد قناة "الأولى" بالفنان البشير سكيرج، من خلال السلسلة المقتبسة عن حكاية "الحراز"، المستوحاة من التراث المغربي، في حين، تطل مجموعة من الوجوه على شاشة "دوزيم"، لم يعتد الجمهور مشاهدتها في صنف الكوميديا الرمضانية، مثل منى فتو، ومحمد مجد، بالإضافة إلى حسن الفد، ومصطفى الداسوكين، ومحمد الجم، الذين عادوا إلى الشاشة الرمضانية، بعد غياب.