مع كل رمضان، يبرز الاهتمام من جديد بالبرامج التلفزيونية الوطنية في المغرب. وخلال الشهر الكريم يجري تنافس شديد بين القناتين الأولى والثانية لاستقطاب جمهور المشاهد المغربي بما طاب لهما من برامج جديدة ومسرحيات ومسلسلات. "" المشاهد اليوم ينتظر بشغف البرنامج الجديد على أمل أن تكون السنة الحالية أفضل من سابقتها من ناحية النوعية وأن تضع حدا للارتجال والهواية. وبحسب الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون فإن الاستعدادات قد انطلقت على قدم وساق منذ سنة من أجل ضمان موسم مليء بالإثارة والفرجة للمشاهد. وفي نهاية رمضان من عام 2007، دعا المسؤول الأول بالشركة الوطنية فيصل لعرايشي شركات الإنتاج بالاستشارة مع المتخصصين في القطاع في عملية إعداد المقترحات والسماح بمهلة كافية لإكمال البرامج. لقد وعدت الشركة الوطنية بأن يكون برنامج رمضان ذو نوعية رفيعة وقال إن اللجنة الاستشارية قد تحلت بأكبر قدر من العناية في اختياراتها. ويُعدّد توضيح أولي لبرنامج رمضان صدر يوم الأربعاء 27 غشت في صحيفة "ليكونومسيت" البرامج التالية: "امبارك ومسعود" وهو مسرحية جديدة تقتبس وقائع الحياة اليومية ومقابلات يجريها رشيد وهشام لنجوم كالشاب خالد وألفا بلوندي وأمل بنت وشيمين بادي وكذا عودة المسرحية "سير حتى دجي" والبرنامج التقليدي "رومانة وبرطال" والمسلسل الدرامي الإجرامي "القضية". وفي القائمة ايضا نجد برامج فكاهية وعروض غنائية لفرق الصوفية والملحون وعيساوة وطائفة متنوعة من الأفلام المغربية والدولية. وستعرض القناة الثانية سلسلة مصغرة أصلية تحت عنوان "البواشق تعود دائما" وكذا الأفلام المغربية كل ثلاثاء ليلا: "استفق يا مغرب" للمخرجة نرجس نجار وفيلم "ذاكرة معتقلة" للمخرج جيلالي فرحاتي و"الحلم المغربي" للمخرج جمال بلمجدوب وفيلم "تيليلة" لمحمد مرنيش و"القلوب المحترقة" للمخرج أحمد الماعوني. وبالرغم من الوعود التي قدمها المسؤولون في الماضي لتلبية جميع الأذواق وتشجيع العروض المغربية فإن الجمهور مايزال لا يثق في مقدمي هذه الوعود وينتقد أيضا الأخطاء في الإنتاج التي تُعكر صفو البرامج التي تُنتج محليا. وقالت الطالبة سميرة بولفتاح لمغاربية إن جمهور التلفزيون عادة ما يشعر "بالعار إزاء البرامج المغربية التي يعتبرها مخلة بما يليق به. فالوجوه نفسها تظهر كل عام وتكاد تكون محتويات برامجها متشابهة بل تكرر الأخطاء نفسها". وتابعت تقول "لم تعد لنا ثقة فيهم وبالأحرى لنا أن نشاهد القنوات العربية الأخرى التي لا تستخف بذكاء المشاهد". العديد من المغاربة رددوا هذه الآراء في حديثهم مع مغاربية. ذلك أن المشاهد لا يريد أن يرى نفس البرامج السابقة ويأمل في تحسين نوعية البرامج المغربية التي تلبي تطلعاتها. قالت الموظفة الحكومية سهام الصقلي "كل مرة ننتظر سنة كاملة من أجل إنتاجات محلية ولكن لا نلقى إلى خيبة الأمل. لقد سئمنا من مشاهدة عبد الخالق فهيد والخياري وحسن الفذ الذين يحتكرون الشاشة خلال هذه الفترة. عليهم أن يتيحوا الفرصة للشباب". وقال الناقد الفني محمد جبراوي إن المشكلة هي أن برامج التلفزيون المغربية لا يتم إنتاجها إلا نادرا وقال موضحا "في المغرب لا ينتجون سوى برامج التلفزيون لرمضان ويترك الفنانون بقية السنة دون عمل. ولا يطلب منها تقديم خدماتهم سوى في اللحظات الأخيرة وهذا يعني الارتجال بحيث لا يتسع لديهم ما يكفي من الوقت للاستعداد". وأضاف "العديد من الفنانين الكوميديين يقبلون عروضا رديئة حتى تسنح لهم فرصة الظهور في التلفزيون نظرا لندرة الفرص ومن الطبيعي أن يقدموا أداء لا يلبي تطلعات المشاهد" وتابع يقول إن البلدان العربية تُغرق البرامج التلفزيونية بالمال لضمان نجاحها. ولهذا السبب، يتجه العديد من المغاربة الموهوبين إلى سوريا بحيث تسنح لهم فرص أكبر للشهرة.