انطلقت يوم أمس بأكادير ندوة وطنية حول "الصحراء المغربية والجذور التاريخية والسياسية للنزاع وسبل الطريق إلى الحل ما بعد واقعة الكركرات" بمشاركة أمناء عامين للأحزاب سياسية وأطر وسياسية ومهتمين. ففي التدخلات الصباحية تساءل محمد نبيل بنعبدالله مستعرضا تيمة الموضوع تيمة المقترح " هل تشكل أحداث الكرارت لحظة فارقة في التحول الذي تعرفه القضية الوطنية؟، ليرد بأن الموقف الأمريكي المعترف بسيادة المغرب على صحرائه يعد الأقوى. وقد توقف بتعبد الله عند الموقف الأمريكي مطولا، باعتبار أمريكا أعظم دولة شئنا أم كرهنا، وبحكم التوزانات الدولية والأممية التي تشكلها دائما على مستوى الساحة الدولية السياسية. وأوضح المتدخل بأن جل القضايا الأممية المطروحة على مجلس الأمن كانت تصاغ بواسطة أمريكا أولا، وهذا يعني – يضيف بنعبد الله – أننا في طريق جديد هام علينا أن نعرف كيف نستثمره بشكل جيد، حتى يؤدي إلى موقف أكثر قوة لدى دول أخرى أساسية بالمنطقة من قبيل إسبانيا وفرنسا، وقد عبر أمين عام التقدم والاشتراكية عن أمله في أن نحدث موقفا متقدما بالنسبة للدولتين. وكشف بنعبد الله أن " المعركة ستستمر على الأرض وبالمنطقة المغاربية، كما على مستوى مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي الذي تسعى الجزائر للزج به في القضية، وتصيد الدول ذات البعد الانفصالي. فالصمود بدأ مند 1975- يوضح بنعبد الله – بفضل الجهود التي بذلت إلى جانب ما تمت مراكمته في الميدان، وأهاب هذا القيادي التقدمي بتمتين الجبهة الداخلية من أجل الاستمرار في تحقيق المبتغى، واستطرد قولا "هناك بالفعل بناء وتنمية تمت فوق الأرض لكن بالمقابل توجد مظاهر سلبية عينا التغلب عليها مثل الفقر والتهميش والفوارق المجالية، لا بد من العمل على تطوير العنصر البشري داخل فضاء ديمقراطي ينعم بالحرية والعدالة الاجتماعية في ظل مجتمع مدني فاعل ومستقل. وبخصوص واقعة الكركرات والتحول الذي أعقبها قال بنعبد الله بأنها كشفت عن موقف دولي متقدم، فرغم الموقف الألماني يضيف بنبعد الله كانت ردود فعل دولية مساندة لهذا التدخل لأن المنطقة معرضة لكثير من المخاطر من بينها القضايا الإرهابية، وقضايا الاتجار في الأسلحة والهجرة السرية التي تشكل عبئا كبيرا وقلقا متزايدا لدى الدول الأوروبية. وقد شكل بالنسبة للمؤيدين تأمين معبر الكركات ضمانا لحركة العبور بين أوروبا وأفريقيا، حيث برز جليا للعالم بأن المغرب هو الضامن للأمن بما يمكن من التأثير على الواقع العالمي. ندوة الصحراء تستمر بأكادير إلى يومه الأربعاء وستعرف مداخلات ونقاشات مهمة يشارك فيها إلى جانب بنعبد الله ،مصطفى بنعلي الامين العام لجبهة القوى الديمقراطية وشيبة ماء العينين ، ومجموعة من الأكاديميين والفاعلين السياسيين والنقابيين وإعلاميين.