بقلم: محمد الكحص بدءا هو مثقف، فيلسوف يصنع عبر المعرفة تصورة المتفرد للحياة، للكائنات، وللأشياء. تصور صنع منه طريقة للوجود في العالم، للتحرك، للتحدث، أو للصمت. للعيش باختصار...إنه التعريف الدقيق، في تصوري، للفيلسوف. محرك مساره كان الشغف. بالأدب، بالفكر، بالأفكار، بالفن، وطبعا بالسينما، بالتلفزة. وفي الميدانين الأخيرين طبع عمله العصر وذهن مجايليه. تلك كانت طريقته لمواجهة الحقيقي ومحاولة تغييره نحو الأفضل. وفي هذا المجال ترك بصمات لا يمكن محوها. رجل مثقف، بفضول معرفي تجاه كل شيء، متطلب للغاية، كان يحب النقاش، الاستدلال، الاختراع، الإبداع، الإقناع، والسخرية من عبثية العالم. كان يعتبر الصداقة قيمة عليا وكان يرعاها باهتمام نادر. كان عاشقا شغوفا بالحياة. وخاض دون تنازلات الصراعات التي تطلبتها التزاماته الإنسانية. فقد المغرب إنسانا ألمعيا وضع لبنته الثمينة في بناء صرح خدمة الأمة. بتواضع، بشكل طبيعي، بكرم، بكرامة. كان صديق أجيال من المغاربة. كان صديقي. سنشتاق إليه بألم وحزن. سنتذكره باحترام، وحنان وافتخار تفكيري وتعازي تذهب إلى أقاربه، إلى زوجت إلى أبنائه وأصدقائه.