كينوشا (الولاياتالمتحدة), 26-8-2020 (أ ف ب) - دعت والدة رجل أسود أطلقت شرطة ولاية ويسكنسن النار عليه ما تسبب باصابته بشلل، إلى الهدوء الثلاثاء بعد ليلتين من الاحتجاجات العنيفة فيما قال محاميها إن الأمر سيحتاج إلى "معجزة" لكي يتمك ن ابنها من السير مجددا. وقالت جوليا جاكسون والدة جايكوب بليك الذي ظهر في مقطع فيديو فيما كان شرطي من كينوشا في ويسكنسن يطلق النار على ظهره ما يصل إلى سبع مرات بينما كان يحاول الصعود إلى سيارته حيث كان أطفاله الثلاثة موجودين الأحد "نحتاج حقا إلى الصلاة". وبعد مسيرة مئات المتظاهرين لليلة الثالثة، الثلاثاء، وتعهد مجموعة واحدة على الأقل من الرجال البيض المدججين بالسلاح بحماية الممتلكات، أصبحت دعوتها إلى الهدوء أكثر إلحاحا. واندلعت اشتباكات بين مجموعة صغيرة من المتظاهرين والشرطة في وقت لاحق الثلاثاء بعدما أطلق متظاهرون مفرقعات نارية على قوات إنفاذ القانون التي ردت بإطلاق الرصاص المطاطي أصابت إحداها مراسل لوكالة فرانس برس. وقد أثار أحدث حادث إطلاق الشرطة النار على أميركي من أصل إفريقي غضبا واحتجاجات في مدن أميركية، بما فيها نيويورك ومينيابوليس. وتظاهرت غالبية المحتجين بشكل سلمي، إلا أن بعضهم أحرقوا سيارات ومباني ليلتي الأحد والاثنين في كينوشا. وكانت جاكسون عاطفية بشكل واضح عندما طالبت بأن تكون الاحتجاجات سلمية والتحلي بالهدوء قبل الاحتجاج الوطني المخطط له في واشنطن نهاية هذا الأسبوع بحيث أدى إطلاق النار على بليك ومقتل جورج فلويد قبل ثلاثة أشهر وحوادث مماثلة أخرى، إلى حشد حركة "حياة السود مهمة". وقالت "إذا عرف جايكوب ما يجري من عنف ودمار، فسيكون منزعجا للغاية...". ثم أطلقت نداء للوحدة واستنكرت العنصرية في أميركا. وتابعت "من الواضح أنه يمكنكم الآن رؤية أن لدي بشرة بنية جميلة. لكن ألقوا نظرة على أيديكم. ومهما كان لونها، فهي جميلة أيضا". وأضافت "لم يصنع الله نوعا واحدا من الأشجار أو الأزهار أو الأسماك أو الأحصنة أو العشب أو الصخور. كيف تجرؤون أن تطلبوا منه أن يصنع نوعا واحدا من البشر يشبهكم تماما؟". وقال محامو الأسرة إن إحدى الرصاصات حطمت العمود الفقري لبليك وألحقت أخرى أضرارا في معدته والقولون وكبده وذراعه. وأوضح محامي الحقوق المدنية بنيامين كرامب إن بليك أصيب بالشلل لافتا إلى أنه "سيتطلب الأمر معجزة أن يمشي جايكوب بليك جونيور مجددا". قالت والدة بليك إنها كانت تصلي من أجل الشرطة. لكن والده جايكوب الأب، اتهم سلطات إنفاذ القانون التي التزمت الصمت بشأن الحادث، ب "محاولة قتل باردة". وروى الوالد وهو يكافح من أجل كبت دموعه "لقد أطلقوا النار على ابني سبع مرات كأنه ليس مهما. لكن ابني مهم. إنه إنسان". أما شقيقته ليتيترا ويدمان فقالت "أنا لست حزينة. لا أريد شفقتكم. أريد التغيير". وخضع الضحية لعملية جراحية طارئة وأدخل المستشفى في وحدة العناية المركزة في مدينة ميلووكي. ووقع إطلاق النار الأحد في بلدة كينوشا على بعد أربعين كيلومترا من ميلووكي جنوبا. وي ظهر مقطع فيديو التقط بواسطة هاتف خلوي وانتشر على نطاق واسع بليك يتبعه شرطيان وقد شهرا سلاحهما، وهو يدور حول سيارة. ثم يمسكه شرطي بطرف قميصه وهو يفتح الباب ويحاول الجلوس في مقعد السائق. ثم يطلق الشرطي النار ويصاب بليك سبع مرات في ظهره. وأوضح المحامي إن أبناء الضحية الثلاثة كانوا في السيارة وإن الرجل حاول التدخل في شجار بين امرأتين. وقال في بيان إنه "بينما سار مبتعدا لرؤية أبنائه، أطلقت الشرطة النار عليه مرارا وتكرارا في ظهره من مسافة قريبة. كان أبناء بلي ك الثلاثة بجواره مباشرة ورأوا الشرطة تطلق النار على والدهم". وأضاف "سوف يصابون بصدمة مدى الحياة". وتابع أن أحدهم يبلغ من العمر ثماني سنوات كان يحتفل بعيد ميلاده وقال "هل يمكنكم أن تتخيلوا بماذا... سيفكر في كل مرة يحتفل فيها بعيد ميلاده؟". وطالب المحامي الذي يمث ل عائلات فلويد وسود آخرين تم إطلاق النار عليهم وقتلهم دون مبرر، بطرد الشرطيين ومحاكمتهما. وذكر أن الشرطة في لافاييت بولاية لويزيانا اتهمت باستخدام القوة المفرطة بعد إطلاق حوالى 12 رصاصة على ترايفورد بيليرين (31 عاما) الذي كان يحمل سكينا ويسير باتجاه متجر في 21 آي/أغسطس. ومع توقع ليلة أخرى من التظاهرات، أقامت سلطات كينوشا الثلاثاء سياجا حديديا موقتا أمام محكمة المقاطعة التي كانت مسرحا لمواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في آخر ليلتين. وشوهد عدد قليل من عناصر الشرطة في شوارع المدينة. وفي وقت لاحق، بعد اندلاع المواجهات مع المتظاهرين، نقلت القوات الأمنية عربات مصفحة أمام المحكمة. في غضون ذلك، حض حاكم ولاية ويسكنسن توني إيفرز المتظاهرين على الحفاظ على سلمية الاحتجاجات فيما استدعى المزيد من قوات الحرس الوطني قبل ليلة ثالثة متوقعة من الاحتجاجات. وقال في بيان "لا يمكننا السماح باستمرار دائرة العنصرية والظلم... كما لا يمكننا أيضا الاستمرار في السير في طريق التسبب بالأضرار والدمار هذا". وفي أحد مواقف السيارات، قالت مجموعة صغيرة من الرجال البيض المسلحين يطلقون على أنفسهم اسم "مواطنون مسلحون لحماية حياتنا وممتلكاتنا" إنها كانت هناك لحماية المباني من المزيد من الأضرار. وأوضح كيفن ماثيوسون عضو مجلس محلي سابق في كينوشا يحمل مسدسا وبندقية، أن حادث إطلاق النار على بليك أزعجه لكنه يريد الدفاع عن مجتمعه. وأضاف أن "البعض لا يدرك أنه بإحراق مبنى، أنت تخاطر بحياة المستجيبين الأوائل وكل من قد يكون بداخله"، لافتا إلى أنه كان مسلحا لحماية نفسه من الاخرين الذين يحملون أسلحة.