عاد النقاش من جديد ببني ملال وبشكل حاد بين مكوناتها حول لون صباغتها . بين من يطالب بإرجاع اللون الأصلي الأبيض المكسر بالأصفر أو ما يسمى ب"الباج" ، وبين من يطالب بالإبقاء على اللون الحالي لون المامونية بمراكش . وفي هذا الإطار ، فقد صرح للموقع عبد الهادي غيور فاعل جمعوي بالمدينة ، بأنه " لطالما نبه بأن اللون الأحمر لون المامونية هو لون دخيل، و أن عبر مسار وسيرورة المدينة فهذا اللون لايتناسب وطبيعة مدينة بني ملال". وأضاف غيور أن هذه المدينة الداخلية ذات الطبيعة الخلابة "يناسبها اللون الأبيض لون الصفاء والسلام الذي يضفي رونقا وبهجة عليها" . ولفت غيور الانتباه إلى أن بني ملال في حاجة أيضا ل"مواصفات المدينة لونا وجوهرا حتى يضفي عليها هذا اللون سكينة ونحقق مانصبو إليه". من جهته أبرز سعيد فالق رئيس نادي عين أسردون للصحافة ، بأنهم كملاليين "كبروا على اللون الأبيض في علاقته بالحياة ككل ". وأشار أن عبر التاريخ فإن "اسم ملال تعني الأبيض بالأمازيغية ، فإذا بنا نتفاجئ بأنها تحولت بقدرة قادر من اللون الأبيض إلى لون ماموني أحمر وهو مايخلق سوداوية لأي إنسان" . وأوضح فالق، أن اللون الأحمر "يحتفظ بالشمس ويفرز الحرارة ، و ليس كاللون الأبيض الذي هو لون عاكس ومنفتح ويجسد التناسق الذي تعرفه طبيعة بني ملال الخضراء وجماليتها". وذكر أن نادي عين أسردون للصحافة ، "كان أول من أثار هذه النقطة مع الوالي السابق محمد الدردوري ، حيث وجه له مراسلة أجابهم عليها كما بعث بإرسالية في الموضوع إلى المجلس البلدي الذي كان قد أدرجها كنقطة في إحدى دورات المجلس لكن تم إقبارها ". وقال فالق متسائلا "لماذا بالضبط وبهذه السرعة تم تحويل مدينة بني ملال من اللون الأبيض إلى لون أحمر، وخلق رؤية نشاز بالنسبة لنا". وطالب باسم النادي ب"إرجاع هذه المدينة إلى لونها الأبيض الذي يجسد حقيقة بني ملالالمدينة الجميلة بطبيعتها الخلابة وألوانها الزاهية". مؤكدا إنهم س"يناضلون إلى أن يتحقق ذلك" . وأوضح أحد المتخصصين في الصباغة والبناء ببني ملال ، بأن لون المامونية الذي صبغت به بني ملال "جعل المدينة تبدو مغموقة وغير واضحة عكس اللون الذي كانت عليه في السابق ، حيث كانت مفتوحة و تظهر بيوتها بوضوح أثناء الليل " . وأشار المصدر ذاته إلى أن "المراكشيين اشتهروا باللون الأحمر كثيرا وأغلبية شركات الصباغة التي اخترعت لون المامونية اخترعته من أجل مراكش وسمته عنها "روج المامونية" و"روج مراكش" إذن أصلا اللون كان محسوبا على مراكش" يشرح المصدر . مشيرا إلى أن "شركات الصباغة تضع لكل مدينة لونا خاص بها وبني ملال وضعوا لها اللون"الباج" وسموه عنها "باج بني ملال" ،وكان لونا رائعا وأنا كمهني أقترح العودة لهذا اللون ، لأن مظهرها كان جميلا به ويعطيها سيمة رائعة بحكم قربها من الجبل وخضرتها وأشجارها وعين أسردون ، فيما الأحمر لايليق بها " . وسبق لجمعية منبع للفنون التشكيلية أن قدمت ملتمسا لكل المؤسسات والمصالح واللجان المختصة بتهيئة المدينة ومجالها الترابي والعمراني لإعادة النظر في اللون الحالي في المدينة لون المامونية والاستغناء عنه. وبررت الجمعية ملتمسها بعدم توافق اللون الحالي مع الخصوصيات التاريخية والثقافية والفنية والتراث اللامادي للمدينة الذي تميزت به عبر التاريخ ، مع الانعكاسات السلبية لذلك اللون على النسق الجمالي لفضائها العام . والتمست الجمعية المذكورة من كل المسؤولين والمصالح المهتمة بهذا الشأن إعادة لون المدينة الأصيل والتاريخي لجدران مبانيها وفضاءاتها باعتباره لونا مترسخا وراسخا في وجدان وذاكرة كل أبناء المدينة ، لما له من دلالات رمزية تحيلك إلى الصفاء والأمل والسلام ، مع اقتراحها بمزاوجته باللون الأخضر الفاتح لون وزان كرمز روحي وتيمة للخصوبة والعطاء ، وذلك من أجل صباغة النوافذ والشرفات والأبواب ". وأشارت الجمعية ، بأنها كتبت هذا الملتمس والمقترحات استنادا إلى مراجع تاريخية وصور قديمة ، ومن مصادر شفهية جاءت على لسان معمرين وشيوخ من ساكنة بني ملال ، الذين عايشوا تميز وتفرد المدينة بهذين اللونين ، مشيرة إلى أنها في خدمة كل الأطراف المهتمة بهذا الشأن من أجل الاستشارة والتشاور لما فيه خير ومصلحة مدينتنا الغالية والصالح العام". ومقابل ذلك ، يفضل البعض اللون الأحمر الحالي ، حيث أوضح في هذا الشأن عبد الله زهير إعلامي وناشط حقوقي وجمعوي ، أنه "يفضل اللون الموجود حاليا". وبرر ذلك لأنه "يجده لونا جميلا و يعطي نظرة جيدة وجمالية للمدينة ويقاوم حرارة الشمس ، عكس ، اللون السابق الذي كان، في نظره، لونا أبيضا يتسخ عند تهاطل الأمطار ويؤثر على العيون" . وقال ، إنه "كفاعل جمعوي يعارض تغيير اللون كل عام لأن المواطنين ليس لعبة بيد المسؤولين ، فهناك من ليس له القدرة لصباغة بيته كل سنة . أما بالنسبة له فلايمكن له تغيير لون بيته وسيضع اللون الذي يراه مناسبا له" . وكان عبد الواحد العسري نائب رئيس جماعة بني ملال قد أكد في تصريح صحفي بتاريخ 10 يونيو الجاري، إن لون المدينة الحالي "روج المامونية" تمت المصادقة عليه في أحد المجالس السابقة ، لكن المواطنين اليوم أصبحوا يطلبون منا استرجاع اللون القديم ، ولهذا فنحن اليوم واعون بمطالبهم" ووعد أنه "سيتم في أقرب دورة عرض هذه القضية ، قصد المصادقة في المجلس ، لأنه لايمكن تغيير لون المدينة إذا لم تتم المصادقة عليها في دورة" .