مع اقتراب المؤتمر الخامس عشر للجبهة الانفصالية, بدأت تطفو على السطح خلافات حادة بين قياداتها للتحكم في مصيرها والاستمرار في احكام القبضة الحديدية على المحتجزين في مخيمات تندوف والتسول باسمهم لدى المنظمات الدولية وبالتالي مراكمة الثروات بنهب المساعدات الانسانية المقدمة لهم. فقد فضحت مصادر اعلامية بمخيمات المحتجزين وجود صراع حقيقي بين قادة الجبهة للتحكم في المؤتمر المقبل , ولذلك فان ما يسمى الأمانة الوطنية للجبهة فشلت في الحسم النهائي في تشكيلة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الخامس عشر، وقررت تأجيل الحسم في الأمر إلى بداية شهر شتنبر المقبل. وأكدت المصادر ذاتها أنه بعد فشل الأمانة الوطنية في حسم تشكيلة اللجنة التحضيرية اكتفت بتمديد عمل لجنة التفكير إلى مابعد عودة زعيمهم من قمة اليابان -افريقيا , مضيفة أن "لجنة التفكير تحولت إلى حلبة صراع بين أقطاب االجبهة المتعددة بين من يحلم بعودة الماضي ومن يريد البقاء على الوضع الحالي " الا أنه يؤكد أنه "رغم حدة الصراع بين القطبين والذي سيزداد سخونة كلما اقترب موعد المؤتمر، إلا ان القطبين يتقاطعان في ضرورة الحفاظ على مصالحهم الخاصة مهما كان الثمن". وأشارت المصادر ذاتها أن, "الحضور الأهم في اللجنة المرتقبة سيكون بكل تأكيد لأعضاء لجنة التفكير التي يهيمن عليها جيل التأسيس المعروف بتمسكه بالكراسي ورغبته في الحفاظ على الزعامة وهو في ارذل العمر" , وكان عدد من ساكنة مخيمات تندوف قد نظمت وقفة احتجاجية أمام مقر رئاسة الجمهورية الوهم يوم 6 مارس 2019 للتنديد بالفساد المستشري بمختلف أجهزة الجبهة الانفصالية. الوقفة السلمية شارك فيها أطياف من ساكنة مخيمات المحتجزين بمن فيهم من يعملون في ادارات الجمهورية الوهم, خاصة فضيحة نهب 56 مليار من ميزانية تدبير المخيمات. وكانت أصوات داخل الجبهة الانفصالية قد انتقدت الاستعدادات الجارية للمؤتمر المقبل للتنظيم, بعد تشكيل أول خلية كلفتها ما يسمى الأمانة الوطنية لوضع تصور لخارطة طريق المؤتمر نهاية العام الجاري. وكشفت مصادر اعلامية مقربة من الانفصاليين, أن أعضاء الخلية تضم من سمتهم "الجلادين" في اشارة الى تورط أعضاء من قيادة البوليزاريو في انتهاك جسيمة لحقوق المحتجزين بمخيمات تندوف. ليس ذلك فقط, فقد اعتبرت المصادر ذاتها أن من بين أعضاء الخلية قيادات فاسدة بمثابة " لوبي فساد", في اشارة مرة أخرى الى توركها في نهب المساعدات الانسانية المقدمة للساكنة المحتجزة بمخيمات الرابوني. وأكدت المصادر ذاتها أنه في الوقت الذي يعاني فيه المحتجزون من البؤس والفقر, فان "قيادات الجبهة لايعيشون في المخيمات بل في فيلاتهم ومنازلهم المكيفة بتندوف الجزائرية ومختلف المدن العالمية". وأضافت المصادر نفسها أن أعضاء القيادة الحالية تسعى "لإنتاج مسرحية جديدة تضمن لهم البقاء وتقاسم الريع وتجسيد دولة في اللجوء تتوسل المساعدات من الجيران، بينما شعبها يعاني المجاعة وفقر الدم وقيادتها تعيش ازهى ايام حياتها".